المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

الموضوع في 'سورة الفرقان' بواسطة المدير العام, بتاريخ ‏1 فبراير 2010.

  1. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة


    المجلس التاسع

    في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!


    1- كلمات الابتلاء:

    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً (37) وَعَاداً وَثَمُوداً وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً (38) وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40)


    2- البيان العام:

    هذا مقام التذكير بأيام الله! والبيان الحق لِمَصَارِعِ الأمم وقرون الدول!

    هذا بيان للناس! وتبصير لهم بحقيقة مهلكهم وأسبابه، مما يجهله قوم كثير، أو لا يؤمن به آخرون! فالتَّتْبِـيرُ عذابٌ إلهي رهيب، وعقوبة ربانية شديدة! وهو إهلاك شامل مخيف، يأتي بمصائب عامة وكوارث كبيرة تحصد كل شيء! ولذلك فهو لا يقع بقوم إلا بغضب شديد من الله ذي الجلال، والعياذ بالله! ولا يغضب سبحانه على أهل الأرض إلا بطغيان ذنوبهم، وتواتر ظلمهم، وتظاهر شرهم، وتمردهم على خالقهم! فمعرفة طبائع الذنوب ودركاتها، وحدود خطورتها شيء ضروري للمؤمن العارف بمقام الله!

    وما اقترفت البشرية جرما أعظم من التكذيب بكتاب الله وَرُسُلِهِ! وإعلان الحرب عليهما!

    ولقد كانت أعظمُ شَكَاةٍ رفعها محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام - إلى الله، ذلك النداء المستغيث الحار الذي تُدُورِسَ بالمجلس السابق: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً!) فذلك هو بدء سياق مجلسنا هذا، وتلك هي مقدمته، وههنا جوابه ونتيجته! وليعلم الناس خطورة هجر القرآن، وخطورة التكذيب بكتاب الله، فقد أورد سبحانه ذكر الأمم البائدة أمثالاً، لما وقعت في نفس الجريمة، تكذيباً بالكتاب واستهزاءً بالآيات! فنالها بسبب ذلك غضبٌ شديدٌ، وكانوا من المهلكين بقطع دابرهم وَبِتَتْبِـيرِهِمْ تَتْبِـيراً! وتلك هي أيام الله!
    ومن هنا جاء قول الله تعالى بهذا السياق متوعداً من كذَّب رسولَه، محمداً صلى الله عليه وسلم، ومحذرهم من عقابه وأليم عذابه، مما أوقعه بالأمم الماضية المكذبين لرسله.فبدأ بذكر موسى عليه السلام، وأنه بعثه بالكتاب إلى قومه، وجعل معه أخاه هارون وزيراً، أي نبياً مؤازِراً ومؤيِّداً وناصِراً، فكذبهما فرعون وجنوده، فكان ما كان من تدمير لطغيانهم بالإهلاك والإغراق!

    وقد ذُكِرَ موسى في هذا السياق قبل نوح عليهما الصلاة والسلام، رغم أن موسى متأخر عنه زمانا؛ للشبه القائم بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم في طبيعة الرسالة، فكلاهما أوتي الكتاب من لدن الله، وإن كان كتاب محمد صلى الله عليه وسلم أجمع وأمنع. إلا أن الرسالة القائمة على "كتاب" تكون أثقل وأعظم! لما يحمله الكتاب عادة من تعاليم إلهية موثقة، وتكاليف ربانية مفصلة، كلها ابتلاءات تعبدية وتشريعية. وقد عانى محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه في بلاغ حقائق القرآن، كما عانى موسى عليه السلام في بلاغ حقائق التوراة. فكان الإهلاك سنة الله فيمن كذب بالكتاب! وهو عذاب كان معلقا على رؤوس الكفار من مشركي العرب، إلا أن يتوبوا إلى الله ويؤمنوا بالكتاب. ثم هو عذاب لم يزل معلقا أيضا على رؤوس البشرية عبر مطلق الزمان، كلما تحدَّت رب العزة، وتظاهرت على حرب الكتاب! إلا أن تتوب إلى الله رب العالمين!

    وكذلك فعل- جل جلاله - بقوم نوح من قبل، حين كذبوا رسوله عليه السلام، وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً!يدعوهم خلالها إلى توحيد الله عزَّ وجلَّ، ويحذرهم نقمته وعذابه، ولكن كذبوه جيلا بعد جيل! ‏(وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ!)(هود: 40)، فكانوا كأنهم كذبوا عدة رسل، لا رسولا واحدا فقط! ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏(وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّاكَذَّبُوا الرُّسُلَ‏!) ولم يكن قد بعث إليهم إلا نوحا فقط. وهو دليل على أن من كذَّب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل، أولهم وآخرهم! لأنهم جميعا جاؤوا بحقيقة واحدة من عند الله. ولهذا أغرق الله قوم نوح ولم يبق منهم أحداً، إلا من آمن! حيث إنه لم يترك منبني آدم على وجه الأرض آنئذ سوى أصحاب السفينة! ‏ولذلك قال سبحانه: (‏وجعلناهم للناس آية‏!)‏ أي عِبْرَةً ودلالةً للأمم اللاحقة، يشاهدون فيها أثراً من عظمة الله - جل جلاله - وقدرته على المجرمين وإحاطته بالعالَمين.

    ثم ذكر‏‏ ‏‏عاداً وهم قوم هود، وثموداً وهم قوم صالح،ثم أصحاب الرَّسِّ‏.‏ فأما أصحابُ الرَّسِّ فقد قال ابن عباس:‏ هم أهل قرية من قرى ثمود. وقالعكرمة‏:‏ هم أصحاب يس. والرَّسُّ: بئر رَسُّوا فيها نبيَّهم، أي دفنوه فيها‏!([1])‏ وكلهم جميعا أبادهم الله وقطع دابرهم بغضبه ونقمته! لما كذَّبوا بآياته ورُسُلِهِ!
    فتلك سُنَّةٌ الله الثابتة مع الطغاة المكذبين بالدين. ما تحدَّتْ أمةٌ رَبَّ العالمين إلا جعلها من المهلكين! ولو بعد حين! سُنَّةٌ لا تتخلف أبدا، ولذلك قال‏:‏ ‏(وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً‏)، أي: وأمماً أخرى كثيرة لم نذكرها لك، أهلكناها أيضا! بناء على السنة الجارية. ثم قال‏:‏ ‏(‏وَكُلاَّ ضَرَبْنَا لَهُ الأمْثَالَ‏) أي وضحنا لهم الأدلة بأبلغ ما يكون البيان، وأقمنا عليهم الحجة، وأزحنا عنهم الأعذار، ‏(‏وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً‏) أي أهلكناهمإهلاكاً! والقرن: هوالأمة من الناس، وحَدَّه بعضُهمبمائة سنة، قال ابن كثير رحمه الله: (والأظهر أن القرن هو الأمة المتعاصرون في الزمن الواحد، وإذاذهبوا وخلفهم جيل فهو قرن آخر، كماثبت في الصحيحين‏:‏ ‏"خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم،ثم الذين يلونهم‏"... الحديث)([2])‏.

    ‏ثم أفرد في نهاية الأمثال قوم لوط بذكر خاص؛ لخصوص جريمتهم المخالفة للفطرة الإنسانية، ولخصوص عقوبتهم المدمرة الرهيبة! (‏وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ!‏) يعني قرية لوط عليه السلام، وهي المسماة بـ"سَدُوم"، التي أهلكها الله رجماًبحجارة من سجيل، وقلَب أرضها خَسْفاً وزلزالاً! وجعل عَالِيَهَا سَافِلَهَا! فكانت بعد ذلك آثاراً وعبرة للمعتبرين. وقد كانت العرب تمر عليها قديما في رحلتها إلى الشام، فلا تبصر من عبرتها شيئا! وهو معنى قوله تعالى في سورة الصافات‏:‏ ‏‏(‏وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ؟‏)(الصافات: 137- 138). ولهذا قال‏ ههنا في الفرقان:‏ ‏(‏أفَلَمْ يَكُونُوايَرَوْنَهَا‏؟)‏‏‏ فيعتبروا بما حل بأهلها من العذاب والنكال؟ ‏ثم قال: (‏بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً‏ً!)‏ يعني المارين بها من الكفار، الذين لم يكونوا يؤمنون بالبعث!‏ ذلك أن المؤمن باليوم الآخر، ولو كفر بما دون ذلك من حقائق الإيمان، فإنه يبصر من خلال ظلمات كفره بصيصا من نور البعث، قد يجعله يستيقظ على مشاهد أصحاب القبور! وعلى مشاهد أطلال الأمم البائدة! أما الْمُنْكِرُ للبعث الجاحد للنشور، فظلماته بكماء عمياء صماء! لا أمل فيها للإبصار والعياذ بالله! إذ المؤمن الحق لا يرى في المقابر انقطاع حياة، أو اندراس وجود بمعنى العدم المطلق المظلم، بقدر ما يرى فيها حضورا ذاتيا للموتى، يطل عليه من عالم الروح، وتجليا لحقيقة الموت، وجوداً واعياً في عالم البرزخ! فتكون الذكرى أرهبَ وأشجَى! ويكون التفكر أعمقَ وأَوْعَى!




     
  2. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!


    تلك قصة الرُّسُلِ جميعا مع أقوامهم لما جحدوا الآيات وكذبوا بالكتاب! نتيجة واحدة ثابتة: دمار شامل وتتبير كامل! فما بال هؤلاء القوم اليوم لا يفزعون من شكاة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يجأر إلى الله: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً!

    ومن قال إن المعركة الإيمانية قد انتهت بانقطاع الوحي؟ أو بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو بفتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجا؟ كيف والقرآن حجة الله القائمة على الأمة، وعلى الناس أجمعين إلى يوم القيامة؟! وها هو ذا لا يزال يُعَلِّمُ الدرس نفسه للأجيال! كيف وها الأدواء والجرائم التي أبيدت بسببها الأممُ الهالكة تتجلى اليوم ظواهرَ مُخِيفَةً في عالم المسلمين؟ من صدود قوم نوح إلى طغيان فرعون، وظلم عاد وثمود، وعدوان أصحاب الرس، إلى شذوذ قوم لوط؟ ذلك هو الإشكال، وتلك هي القضية! فكيف هُدَاهَا من كتاب الله؟


    _______________

    [FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] تفسير الآية عند الطبري.[/FONT]

    [FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] ن. ذلك في تفسير الآية عند ابن كثير. وأما الحديث فمتفق عليه.[/FONT]




    ------------

    المجال مفتوح لكل الإخوة لمدارسة هذه الآيات الكريمة
    على أن يختم المجلس بكلام الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله بعد حوالي 10 أيام

     
  3. فارس

    فارس مشرف ساحة خواطر قرآنية

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    إن هذا البيان الإلهي ليقطع أوصال قلب المؤمن لمّا ينظر إلى واقع أمته بعين ، و إلى نذارات الجليل بعين.... فاللهم سلّم سلّم..... إن الإنسانية تسير في ليل بهيم ، و إن أصنافا من الأمراض الخطيرة المفتكة بالدين قد تسرّبت إلى جسد الأمة... الأخلاق انهدّت ، الفاحشة انتشرت ، الرّحِمُ قُطعت ، الصلاة ضيعت، الموازين اختلت ، القيم دُرست......... يا له من منظر مخيف ؟! لأن تعاليم رب العزة و الجلال المسطورة في كتابه تُمزّق يوما بعد يوم ، و ترمى في سلة الهجران...... يا حسرة على العباد ؟!
    أما إذا أطلقت نظرك إلى عالم اليوم فتجد عجبا ؟! و تتساءل مشدوها : يا الله ، ما لهذا الإنسان تحوّل إلى نسر كاسر ، و إلى ذئب ماكر... فلا مناظر أشلاء الأطفال و النساء تستنهضه ، ولا تجويع البشر يستميته، بل حتى أعضاء الموتى يبيعها في أسواق البورصات... صدقت يا حبيبي يا رسول الله :"تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار"... ما هذه الجاهلية الجهلاء و ما هذه الظلمة الحلكاء التي وصل إليها البشر ؟ ، فإذا كانت الأقوام السالفة اتصفت بخصلة خبيثة أوجبت هلاكها ، فتأمل "حضارة اليوم " أو بتعبير القرآن "قرن" اليوم : جمع بين طغيان فرعون باسم "القوة"، و فساد قوم لوط باسم "الحرية"، و تمرّد قوم نوح باسم "الحداثة"..... ولك أن تحصي ، فاللائحة طويلة ، لأن الإنسان إذا لم يكبح بجماح "الكتاب"، أطلق العنان لشهواته و أنانيته دون قيود ولا رقيب و لا عتيد !
    أقول هذا أحبتي ليس لبعث القنوط في قلوبكم ، و لكن لا يملك قلبي إلا أن يتقاطر كَمداً لمّا يدخل إلى رحاب القرآن فيجد مصارع الأمم ، و سننه الثابتة في الكون. هذه " الظلمة" ، فإليكم يا أصحاب النور : " أين شموع قلوبنا" ، يا من تقدحون أنوار كلام الله و الناس نيام ، اخْرُجوا إلى الناس بأنوار القرآن ، فحزمة نور كافية لأن تخترق أستار الظلام فتكشف عورته ! يا حملة النور ، إنكم صمام أمان المجتمعات ، فلمّا ينظر الجليل إليكم يستحيي سبحانه أن يسلط عذابه ، و لقد أجاد شيخنا فريد رحمه الله لما أذاقنا آية جميلة يقول فيها المولى :" إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر" ، فالبدار البدار :" ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء ، أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين و اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك " ، تأملوا ماذا قال المولى بعد هذا الدعاء :" قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة ....." ، فاللهم سترك و لطفك بعبادك ، فإن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين.
     
  4. سعد

    سعد مشرف ساحة الدعوة الإسلامية

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    إن سياق الآيات يشير إلى أن تكذيب الرسل يفضي مباشرة إلى نزول العذاب. و في هذا رسالة في الحذر من التعرض بالأذى لأولياء الله المقربين، لأن ذلك مؤد بالضرورة إلى حرب من الله.

    و ما نال الرسل هذه الخصوصية إلا بكونهم حاملي رسائل من الله. فكذلك من حمل من أمة محمد رسالةَ القرآن : من تعرض له بالأذى ناله الهلاك.

    لكن، هل في زماننا من هم بهذه المنزلة؟ أو لنكن متفائلين فنسأل : كم عددهم؟

    نسأل الله العظيم أن يجعلنا معهم.
     
  5. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا إخوتي على هذه الكلمات الندية و الإنارات المشرقة ، و الجهد و المكابدة ، لاستمرار عطاء هذا الموقع و المنتدى المبارك ، فجزاكم الله خيرا.
    هذا مقام التحذير من عذاب الله ، وعذاب الله لا ينزل إلا بغضب شديد من الله ، و لا يغضب الله إلا بانتهاك شديد و كبير لما حرمه الله ، فالذنوب سبب الهلاك في الدنيا قبل الآخرة ، و الإصرار عليها هلاك في حد ذاته ، و من سلك طريق الذنوب بغفلة و بدون محاسبة و لا مراجعة لنفسه و لا توبة ، فلا يأمن على نفسه أن ينزل عليه غضب الله و هو مقيم على ذنبه : " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ، أو ياخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ، أو ياخذهم على تخوف ، فإن ربكم لرؤوف رحيم "
    فكل من هو قائم على المعاصي بغير تذكر فهو معني بعذاب الله ، و يستحق عذاب الله ، و لكن الله لا يؤاخذه مباشرة و إنما يؤخره : " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ، و لكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ، فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا " ، فهو جل وعلا يمهل ولا يهمل ، ولكن قد يعجل العذاب لبعض الناس ، إن رأى سبحانه أنهم يستحقون تعجيل العذاب ، فهو المدبر للأمر و بيده الأمر من قبل و من بعد ؛
    فالأساس العملي إذن ، أن يبتعد الإنسان عن كل الذنوب ، خوفا من أن ينزل به غضبه و عقابه و هو مقيم على ذنبه ، و لكن : من منا لا يذنب ؟ و من منا لا يذنب كثيييراااا ؟ " كل بني آدم خطاء " هكذا : "خطاء " بصيغة المبالغة ، أي كثير كثير الخطإ ، ولكن" و خير الخطائين التوابون " ، فليس المشكل في الذنب ، بل رب ذنب أورث صاحبه ذلا و خشوعا خير من طاعة أورثت صاحبها عجبا و كبرا ، و " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و أتى بقوم يذنبون و يستغفرون " ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ولكن المشكل في الإصرار على الذنب ، والإقتناع بعمل الذنب و الإقتناع بالذنب و المداومة عليه ، فمن أصر على ذنب و إن دق و صغر ، استدرجه الشيطان عبر خطواته إلى أن يرمي به في الكبائر أو في الشرك و العياذ بالله ، فيستحق بذلك عذاب الله و العياذ بالله ، فلنبتعد إذن عن الذنوب ما أمكن ، وإن قدر الله لنا الوقوع فلننب بسرعة و لنتب بسرعة ، حتى لا يستفحل الأمر ، نعوذ بالله من عذاب الله.
    و إذا كان أنبياء الأقوام الأخرى اشتكوا إلى الله من ذنوب شتى عملها أقوامهم ، فالشكوى الوحيدة لرسول الله هي هجر القرآن ، فلنجعل هذا في الحسبان ، والله المستعان ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
     
    آخر تعديل: ‏5 فبراير 2010
  6. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!


    - الهدى المنهاجي:



    وهو ينقسم – حسب كلمات هذا المجلس - إلى سبع رسالات هي كالتالي:


    - الرسالة الأولى:

    في أن حوادث الهلاك الشامل للمدن والقرى الحاصل اليوم – من حين لآخر - في هذا العصر، هو من تلك السنة الإلهية الجارية على القوم الذين تكالبوا على إعلان التحدي لرب العالمين، بشتى أنواع الكفر والفجور! وأن المؤمن الحق الذي يرى بنور الله يشاهد غضب الله في ذلك مشاهدة واضحة لا غبش فيها ولا اضطراب! ويقع بقلبه من الرهبة والخوف ما يقع بقلب المؤمن العارف بالله! المشاهِدِ لعظمة سلطانه، وشمولِ إحاطته بأمره وبجميع شؤون مُلكه وملكوته! تقديراً وتدبيراً!

    والمؤمن لا يشوش عليه دجل الإعلام الكبير اليوم، ذلك الدجل الذي يقلب الحقائق؛ بنسبة الكوارث النازلة بالناس إلى فعل الطبيعة، وإلى اختلال حركتها الميكانيكية! وإنما هي في منطق الإيمان مُسَخَّرَةٌ مأمورة! بل إن المؤمن يرى بعين اليقين أن الطبيعة بكل مكوناتها عبدٌ طائع بين يدي الله، وعلى وعي تام بذاتها وبوظيفتها المكلفة بها، تنفذ ما طلب ربها منها، تنفذه كما طلبه بلا زيادة ولا نقصان! فالوجود الطبيعي - بكل مكوناته، الجمادية، والمائية، والهوائية، والنارية، والنباتية...إلخ - كائن حي يسبح بحمد ربه، بلسان حاله ومقاله معاً! ويدور في فلكه سيراً إلى الله!

    فما تحرك شيء من الكوارث في الأرض ولا في السماء إلا بعلم الله، وإلا بإذنه، وإلا بأمره! سبحانه جل علاه! (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ!)(الأنعام: 59) وما كان شيء من ذلك كله إلا لحكمة بالغة، معلومة منه سبحانه، رسالاتٍ تترى إلى الناس أجمعين! فكل ما ترى وكل ما تسمع من زلازل أرضية وبحرية، وعواصف مدمرة، وفياضانات مهلكة، وخسف رهيب، ومن حروب مجنونة تحرق الأخضر واليابس، وتدمر الإنسان والعمران، في هذه القطر أو ذاك وفي هذه القارة أو تلك، إنما هو خطاب الله الغضبي المنـزل على أهلها انتقاما! والعياذ بالله! فَتَفَكَّرْ في مشاهدها من المغرب إلى المشرق، ومن الشمال إلى الجنوب، وعبر جميع القارات! ثم انظر إليها عبر تاريخ العالم الإسلامي القريب والبعيد، من مأساة الأندلس إلى سقوط الدولة العثمانية، إلى حروب الاستعمار القديم والجديد! إلى ضربات الزلازل والعواصف وانفجار البحار! تَرَ جنودَ الله القوية تُغِيـرُ على هذا الشعب أو ذاك، وعلى هذه المدن والقرى أو تلك؛ فتحصد الآلاف والملايين! وتُلْحِقُ بالظلمة الخسائر والبوار! سواء في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفار! ويقف الإنسان - مهما أحرز من تقدم علمي – عاجزاً حائراً مبهوتاً، بين يدي عظمة الله الواحد القهار!

    سُنَّةٌ جَارِيَةٌ أبَداً إلى يوم القيامة! وهي صريح قول الله تعالى: (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ! حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ!)(الرعد: 31).


    - الرسالة الثانية:

    في أن عَمَى الناس عن هذه الحقيقة اليوم، إنما هو بما ذكره الله تعالى في هذا السياق: أنهم نسوا حقيقة البعث والنشور! فهم بين كافر بها مطلقا فلا يرى من بصيص نورها شيئا! وبين غافل عنها – كحال كثير من المسلمين اليوم - إلى درجة الختم بما يشبه عمى الكفر، والعياذ بالله! وذلك قوله تعالى في سياقنا هذا: (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا؟ بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً!) فمن نظر إلى الحقائق الإيمانية بعين الآخرة شاهد منها الشيء الكثير، ومن لم ينظر إليها بها عَمِيَ عن كل شيء! فَتَدبَّرْ، ثم أبْصِرْ..!


    - الرسالة: الثالثة:

    في أن تحدي الناس للقرآن إذا صار ظاهرة غالبة في منطقة ما من الأمة، كان مجلبة للهلاك العام فيها، بما قد يقطع دابر تلك المنطقة بعينها! ولا ينقض ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنة فأعطانيها [يعني: الجفاف]، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها!)([1]) لأن وعد الله - جل جلاله - ألا يهلك الأمة ههنا بالجفاف وحبس الغيث، وألا يهلكها بالغرق، إنما هو بمعنى الحفظ من الهلاك العام لوجودها كله! لا لبعض أجزائها! فهي محفوظة على الإجمال من كل ذلك ومما في معناه. لكنها معاقبة بكوارث عامة في بعض أجزائها، أو في عمومها لكن بما لا يقطع نسلها ودابرها. ويصححه استقراء تاريخها، فقد أصابها من الدواهي العامة مثل ذلك الشيء الكثير، وما يزال يصيبها! فرَّج الله عنها! وفي ذلك أيضا أحاديث كثيرة صحيحة، منها ما يرويه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - من قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنه يكون (في أمتي خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ!)([2]) وما يرويه ابن مسعود - رضي الله عنه - من قوله عليه الصلاة والسلام: أنه يكون (بين يدي الساعة مَسْخٌ وخَسْفٌ وقَذْفٌ!)([3]) نسأل الله العافية لنا وللمسلمين أجمعين!

    وكل ذلك إنما هو بسبب المجاهرة بالمعصية؛ لما فيه من إعلان الحرب على الله وعلى شريعته، كتاباً وسُنَّةً! وهو التعليل المصرح به في الأحاديث الصحاح، من رواية عدد من الصحابة بصيغ شتى، منها حديث عمران بن حصين في قوله صلى الله عليه وسلم: يكون (في هذه الأمة خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ، إذا ظهرت القِيَانُ، والمعازفُ، وشُربت الخمورُ!)([4]) ومعنى الظهور هنا: الشيوع والانتشار والغلبة والسيطرة! حيث تصير هذه المنكرات وضعا طبيعيا عاديا!


    يتبع






     
  7. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!


    - الرسالة الرابعة:


    في أن فاحشة الزنى وما يلحق بها إذا فَشَتْ في الناس هي أيضا حتى أعلنوا بها وتجاهروا؛ كانت سببا في الهلاك أيضا! بالمعنى الذي ذكرناه قبل. وصح في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر المهاجرين! خصال خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع، التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا! ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذُوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم! ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماء! ولولا البهائم لم يمطروا! ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما كان في أيديهم! وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل، ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم!)([5]) الله أكبر! ألاَ وإنَّ واقع الأمة المعاصر لواضح في صحة كل ما ذكر في الحديث، حرفا بحرف!


    - الرسالة الخامسة:

    في أن تلقي الكتاب يلزم عنه – فضلا عن واجب الدخول في تكاليفه - حملُ رسالته إلى الناس. إذْ ما أوتي أحد الكتاب إلا أُمِرَ بالبلاغ وُجُوباً! وقيل له كما قيل لموسى وهارون في الآية: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً. فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا...) الآية. وكما مر معنا في بداية السورة بخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً!) وقال له في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ! وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاَتِهِ! وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ!)(المائدة: 67). وتلك كانت وظيفة الأنبياء والرسل من قبل، لكنها في هذه الأمة موروثة عن محمد صلى الله عليه وسلم، واجبا معلقا في ذمة دعاتها وعلمائها إلى يوم القيامة، وبذلك شهد الله بخيريتها.


    - الرسالة السادسة:

    في أنه ما حمل رايةَ الدعوةِ الإسلاميةِ العلماءُ الربانيون، ولا المؤمنون الصِّدِّيقُون، أو الحكماء الوارثون، المقتفون أثر الرسول الكريم، إلا جَرَتْ عليهم سُنَّةُ الأنبياء مع أقوامهم، ابتلاءً لهم وبهم! وجعل الله الطبيعة بكل عناصرها سلاحا لهم لا عليهم! وجعل كوارثها دمارا معلقا على رؤوس أعدائهم! وهو من مقتضى الكلمات المتدارسة بهذا المجلس، كما أن شواهده في القرآن وفي التاريخ كثير. فقد قال جل جلاله في حق رسوله يونس عليه السلام: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ!)(الأنبياء: 88) رسالةً مؤبدةً لكل المؤمنين! وقال في حق قوم لوط: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ. مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ. وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ!)(هود: 82-83) رسالةً مؤبدةً لكل الظالمين!


    - الرسالة السابعة:

    في أن ترك الأمة - في سوادها العام - لما كُلِّفَتْ به من الدخول في أحكام الشريعة وتكاليفها، سواء على مستوى الشعوب، أو على مستوى المؤسسات والحكومات، وأن طغيان اللادينية والتيارات العلمانية على صناعة القرارات التوجيهية الإدارية الكبرى، مما تعم به البلوى، في السياسة التعليمية والتربوية، والاقتصادية، والإعلامية، وسائر النُّظُمِ العمرانية، جعل المسلمين يفقدون موقعهم الذي جعلهم الله فيه، من الشهادة على الناس، فحُرِمُوا بركةَ التأييد الإلهي العظيم، وصاروا بذلك عبيدا للمشركين والكفار في العالم! بدل أن يكونوا أهل حجة عليهم وشهادة! إذ القاعدة أن فاقد الشيء لا يعطيه!
    فتحقيق العبدية الخالصة لله الواحد القهار، هو وحده باب العز في الدنيا ومسلك النجاة في الآخرة. ولكن أكثر الناس لا يعلمون!


    4- مسلك التخلق:

    وأما مدخل التخلق بهذه الحقائق الإيمانية جميعا، فعبر مسلك واحد، هو: ترويض النفس وتدريبها على مشاهدة النشور والحياة الأخروية، حركةً حيةً في كل شيء، وفي كل وقت! عسى أن ينتعش رجاء الآخرة في القلب، فيفيض شوقا جميلا يحدو مواجيده بحداء الخوف والرجاء إلى لقاء الله! هنالك وهنالك فقط يتحقق الإبصار!

    ودون ذلك يا صاح مكابداتُ الروح، ومعاناةُ الوجدان لليالي القرآن! فهلاَّ أشعلتَ قناديلَ الدجى؟ وانتصبتَ بمحرابِ السَّحَر؟!.. ألاَ فَالْبَسْ وضوءَك يا قلبي وانْطَلِقْ! فعند الصبح يَحْمَدُ الْمُدْلِجُونَ السُّرَى!


    ---------------------------------------------

    [1]
    أخرجه مسلم.

    [2]
    أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمرو مرفوعا. وقال الشيخ الألباني: "صحيح". حديث رقم : 4257 في صحيح الجامع.

    [3]
    أخرجه ابن ماجه، عن ابن مسعود مرفوعا. وقال الشيخ الألباني : "صحيح". حديث رقم : 2856 في صحيح الجامع.

    [4]
    أخرجه الترمذي عن عمران بن حصين مرفوعا. وقال الشيخ الألباني : "صحيح ". حديث رقم : 4273 في صحيح الجامع. وأخرجه الطبراني عن سهل بن سعد مرفوعا. بسند صحيح كما هو في صحيح الجامع أيضا، رقم: 3665. كما أخرج نحوه أبو داود عن أنس مرفوعا، بسند صحيح أيضا كما في صحيح الجامع برقم: 7859. ولكل ذلك أصل في صحيح البخاري في المسخ قردةً وخنازير، بسبب المجاهرة بالمعصية. وهو ما رواه الصحابيان الجليلان أبو عامر وأبو مالك الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير والخمر والمعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب عَلَمٍ تروح عليهم سارحتهم، فيأتيهم آت لحاجته فيقولون له: ارجع إلينا غدا، فيبعثهم الله، ويقع العلم عليهم، ويمسخ منهم آخرين قردةً و خنازيرَ إلى يوم القيامة!) أخرجه البخاري.

    [5]
    أخرجه ابن ماجه والحاكم، عن ابن عمر مرفوعا. وقال الشيخ الألباني : "صحيح". حديث رقم: 7978 في صحيح الجامع.



     
  8. فردوس

    فردوس عضو جديد

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم جزاكم الله كل خير وأرجو منكم المزيد من المجالس أوكلها ادا أمكن . وأستفسر

    هل لشيخنا رحمه الله تفاسير لسور أخرى غير الفاتحة و الفرقان
     
  9. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    للشيخ رحمه الله أيضا تفسير سور: يس و الحجرات و البقرة و آل عمران.

    بالنسبة ل"الفاتحة و الفرقان و يس و الحجرات"فقد صدرت و الحمد لله في كتاب "مجالس القرآن" في نسخته الجديدة الخاصة ب"دار السلام"’ بالنسبة "البقرة و آل عمران" فلم يتم بعد إصدار الكتاب.

    رحم الله شيخنا رحمة واسعة و جعل هذا العمل في ميزان حسناته. آمين

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     
  10. فردوس

    فردوس عضو جديد

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم أرجو منكم أن تمدوني بتفسير سورة البقرة فنحن مجموعة أخوات نحفظها وصلنا للحزب الثالث أرجو منكم أن لا تبخلوا علينا بالتفسير فهو يساعد جدا في الحفظ .فلفهمنا سورة الفرقان أحببناها وشرعنا في حفظها فالحمد لله لم تشكل لنا أي عائق مع سورة البقرة للفهم الجيد لها. ساعدونا في أقرب وقت جزاكم الله كل خير على مجهوداتكم ملأتم فراغنا بما يحب الله ويرضاه بارك الله في أعماركم.مجلسنا يوم الاثنين
     
  11. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    للأسف أختي لا أملك تفسير سورة البقرة, كما أظن أنه يتعذر نشرها دفعة واحدة لعدة أسباب من بينها حقوق الناشر "دار السلام".
    و هذا الأمر (للتوضيح) لا علاقة له البتة بأي حقوق مادية للمؤلف (سماحة الشيخ الوالد رحمه الله) لأنه تنازل عن جميع حقوقه المادية في مقابل أن تخفض دار السلام أثمنة الكتب حتى تعم فائدتها. (فجزاه الله عنا خير الجزاء). و كل ما يمكننا القيام به في المنتدى هو عرضها في حلقات كما فعلنا مع سورتي "الفاتحة"و "الفرقان", و هذا أيضا لن يتأتى إلا بعد الإنتهاء أيضا من تدارس سورتي "يس" و "الحجرات" لسبب تربوي منهجي ارتآه شيخنا و سأقوم بتوضيحه في الرسالة الثانية إن شاء الله تعالى.

    و أخيرا أنصحك -مبدئيا- أختي الكريمة بالإعتماد على سلسلة "بصائر القرآن" لسماحة الشيخ الوالد رحمه الله, فستجدين فيها إن شاء الله بغيتك.

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     
  12. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بخصوص التوضيح الخاص بالترتيب الذي ارتآه شيخنا رحمه الله, ستجدونه في المرفق مقتطفا من كتابه مجالس القرآن.

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     

    الملفات المرفقة:

    • 1.jpg
      1.jpg
      حجم الملف:
      103.4 ك. ب
      المشاهدات:
      6
    • 2.jpg
      2.jpg
      حجم الملف:
      36.4 ك. ب
      المشاهدات:
      3
  13. بن أفراعي

    بن أفراعي عضو جديد

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
    حقيقة إن هذه الآيات البينات من سورة الفرقان ليشيب لها الولدان, كيف لا وهي تستعرض لنا أنواعا من العذاب الذي سلطه الله على الذين كذبوا الرسل واقترفوا الجرائم الشنيعة, وتطاولوا على الخالق عز وجل, كما تطاولوا على رسله وأنبيائه بالقتل والتعذيب.
    وفي هذه موعظة لنا قال تعالى:" ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير"
    وما يمكن استخلاصه أيضا من هذه الآيات البينات هو أن الله رحيم بعباده ولكن "ياحسرة على العباد".
    ورحيم بهذه الأمة المحمدية على الخصوص, فببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يسلط عذابه العام والمهلك الهلاك التام على من كفر كما فعل مع قوم موسى ونوح ولوط وثمود, لهذا ذكر القاضي عياض رحمه في كتابه القيم الشفا:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمنين ورحمة للمنافقين ورحمة للكافرين" أقول: وهذا مصداقا لقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
    ومن البصائر التي جاءت بها هذه الآيات هو أن للمعاصي شؤما يصيب العباد والبلاد وكل الدواب كما جاء في الحديث "أن الحبارى تموت بظلم الظالم)"والحبارى نوع من أنواع الطيور, وإن البهائم لتلعن بني آدم بسبب ما يحدثونه من معاصي وبسبب هذه الأخيرة يحبس الله القطر وتتزلزل الأرض وهذا سبب لهوان العبد على ربه، عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرص فرّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، فقال: ((ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى)).
    قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم، ويكفي قول أحكم الحاكمين (وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ) [الحج:18]. هذا وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفًا من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.
    لذلك يجب التفكر في هذه الحوادث والكوارث التي تحدث من حولنا فهي عذاب للكافرين وموعظة ورحمة للمؤمنين.
     
    آخر تعديل: ‏21 فبراير 2010
  14. محمد

    محمد مشرف ساحة القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عل

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله

    حقا ، إن من صور العذاب ، بل هي أشدها ، هذا الدون و الصغار الذي يعشش في قلوب المذنبين الذين هجروا الذكر. و صدق عز من قائل سبحانه : ( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) ( طه ، 124). "فإنهم و إن طقطقت بهم البغال و هملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه ".و هذا إنما هو في الدنيا.
    ثم إن العاقبة الأخرى لأدهى و أمر ، قال عز و جل في تتمة الآية: ( و نحشره يوم القيامة أعمى
    (124) قال رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا(125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى(126)) ، و الجزاء من جنس العمل.
    سبحانك.. سبحانك.. سبحانك..ما أعدلك !

    فاللهم إنا نعوذ بك من المعيشة الضنك في الدنيا و العذاب المقيم في الآخرة و عاملنا اللهم بعفوك و رحمتك ولا
    تعاملنا بعدلك، إنك أنت أهل التقوى و أهل المغفرة.
     
    آخر تعديل: ‏21 فبراير 2010
  15. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم وحمة الله وبركاته
    "إن عذاب ربك لواقع، ماله من دافع" : لما سمع عمر بن الخطاب هذه الآية تتلى، خر مغشيا عليه حتى زاه بعض الصحابة ، من شدة تذوقه لكتاب الله ، وخشيته لعذاب الله رضي الله عنه وأرضاه؛
    حقيقة هذه الآية تتحدث عن الآخرة، فعذاب الآخرة هناك واقع بمستحقيه، ولن يمنعه ولن يدفعه أحد، ولكن، لنأخذ نحن العبرة من هذه الآية في الدنيا، فقد وقع فعلا عذاب الله بأقوام في الدنيا قبل الآخرة، وذلك واضح في الآيات التي نتداسها، فمتى يقع عذاب الله؟ وكيف يمكن أن نمنع وقوعه في الدنيا؟
    عذاب الله شديد، وأخذه أليم : "إن أخذه أليم شديد"، و لا أحد يقوى عليه، نسأل الله النجاة منه، ولكنه يقع في الدنيا إذ تطلب الأمر ذلك، واستحق القوم ذلك، فعن زينب بنت جحش رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر ما اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ) . وحلق بإصبعه وبالتي تليها ، فقالت زينب : فقلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث ) - والحديث في صحيح البخاري -. سنة من سنن الله جل وعلا الجارية في الكون، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه : حتى وإن كان الصالحون موجودون في بلد ما، كيفما كانت درجة صلاحهم وتقواهم، فهم مهددون بعذاب الله إذا كثر الخبث ويبعثون على نياتهم، وهل مضى زمن كثر فيه الخبث أكثر من هذا الزمان الذي نحن فيه، اللهم سلم سلم، سنة الله الجارية مطبقة فينا، وليس بيننا الآن وبين عذاب الله إلا رحمته سبحانه، فاللهم ارحمنا يارب.
    فكيف الخروج إذن من دائرة التهديد الرباني؟ وكيف النجاة من غضب الله جل وعلا؟ الله ضمن النجاة، وللعالمين النجاة، ولكن ليس بشرط وجود الصالحين، وإنما بشرط وجود المصلحين: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"، حتى وإن اقترفت القرى ظلما ما، ما دام هناك محاولة للإصلاح، ومادام هناك مصلحون، فلن ينزل عذاب الله بضمان الله، "فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون" .
    فهنا إشارة إلى الرسالة الخامسة من كلام الوالد رحمه الله وأجزل له العطاء والثواب، التي تحض على الدعوة إلى الله، وإلى الخير. فهذا من الجوانب العملية التي يجب أن نتعبأ لها، عسانا نكون من الذين ينهون عن السوء فننجى بذلك من عذاب الله في الدنيا والآخرة.
    ولكن ، لا يتم هذا لأي للإنسان إلا بتحليه هو أولا بما يدعو إليه، فإذا أردنا أن نكون حمال رسالة القرآن - نرجو الله أن يقبلنا -، ، فلا بد إذن أن نكون أولا من المكابدين لهذا القرآن، وإلا وقع علينا عذاب من نوع آخر، هو المقت : "يا أيها الله آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
    فمن هنا إذن ، كانت النهاية ومسالك التخلق بهذه الوصايا الجمة الجميلة الجليلة المعبرة، من أستاذنا رحمة الله عليه، قائلا:
    "ودون ذلك يا صاح مكابداتُ الروح، ومعاناةُ الوجدان لليالي القرآن! فهلاَّ أشعلتَ قناديلَ الدجى؟ وانتصبتَ بمحرابِ السَّحَر؟!.. ألاَ فَالْبَسْ وضوءَك يا قلبي وانْطَلِقْ! فعند الصبح يَحْمَدُ الْمُدْلِجُونَ السُّرَى!"
     
    آخر تعديل: ‏22 فبراير 2010
  16. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أحببت أن أرجع لهذه الآيات لنقف سويا, عند الآية الأولى:


    "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً (35)"

    إن الهدى المنهاجي في هذه الآية, هو الحض على التعاون في سبيل الدعوة, و التآزر في مواجهة أعداء الله, و تحقيق التكامل بين الدعاة.

    و لو تتبعنا سبب تأييد سيدنا موسى بأخيه سيدنا هارون عليهم و على نبينا أفضل الصلوات و أزكى التسليم, لوجدناه استجابة لدعوته التي جاء فيها:
    "
    وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ"

    لقد طلب سيدنا موسى عليه السلام من الله سبحانه و تعالى أن يشد أزره بأخيه لأنه "أفصح منه لسانا", و في هذا تنبيه قرآني عجيب على مفهوم التكامل بين الدعاة, و أن يتم كل منهم ما قد يكون نقصا عند الآخر. و أن لا يستنكف الدعاة أن يطلبوا مساعدة بعضهم البعض, لأشياء قد تكون في النفس, بل إن من الإخلاص في الدعوة أن يأخذ كل من الدعاة المكان الذي يناسب إمكانياته.
    و لقد كان الله سبحانه و تعالى قادرا على أن يجعل موسى عليه السلام أفصح مما هو عليه, فلا يحتاج البتة لأخيه, و لكنني أزعم أنه سبحانه و تعالى أرادها درسا لكل الدعاة, و ربما لهذا جاء تكرار طلب سيدنا موسى لله سبحانه و تعالى أن يشد عضده بسيدنا هارون -عليهم و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى التسليم- مرات عديدة في القرآن الكريم.
    هذا و الله أعلى و أعلم
     
    آخر تعديل: ‏21 يناير 2011
  17. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    و أحب أن أنبه أن قول سيدنا "موسى" عليه السلام, "أفصح مني لسانا" لا تعني أنه غير فصيح, فإن هذا يعتبر نقصا لا يجوز في حق الأنبياء (و إلا كيف يبلغون رسالات ربهم), و لكنه يعني فقط أن "هارون" أكثر منه فصاحة. كأن نقول مثلا أن "خالد بن الوليد" رضي الله عنه فارس لا يشق له غبار و لكن "علي ابن أبي طالب" رضي الله عنه أشد منه بأسا.

    هذا و الله أعلى و أعلم

     
    آخر تعديل: ‏21 يناير 2011
  18. فارس

    فارس مشرف ساحة خواطر قرآنية

    رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    ومن صور هذا التآزر الذي ذكرت أخي " عماد الدين" ، هو أن ينوب بعضهم عن بعض في أداء مهامّهم الدعوية ، فهذا موسى يخاطب أخاه : " و قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي و أصلح و لا تتبع سبيل المفسدين " ! كما أن هذه الآية من سورة الفرقان "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً (35)"، فيها ردٌّ بالتلميح على قولهم :" لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا" ، وكأنه يقول إن كان هذا النذير فلن يكون من جنس الملائكة إطلاقا ! و هذا يشبه تلميحا آخر لما سألوا :" قالوا و ما الرحمان" ، فأجابهم الله بذكرصفات " عباد الرحمان " و هذا أفحم في الرّدّ !
    نسأل الله أن يبصّرنا بأسرار كتابه
     
  19. رد: المجلس التاسع : في مَقَامِ التَّلَقِّي لِمَحَاذِيرِ التَّتْبِـيرِ!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بارك الله فيكم أخي "فارس".

    من الهدى المنهاجي الذي يمكننا استنباطه أيضا من هذه الآية:


    "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً (35)"
    إذا ربطناها بالآيات التالية, التي تزيد في شرح سبب طلب سيدنا موسى مساعدته بأخيه سيدنا هارون عليهم و على نبينا أفضل الصلوات و التسليم:
    "اشدد به أزري و أشركه في أمري, كي نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا"
    نخرج بأهمية مسألة التعاون على عبادة الله عز و جل, و أن هذا التعاون بمختلف مظاهره صلاة و تسبيحا و ذكرا و تذكيرا.. يعمق صلات الأخوة الروحية التي تكون من ثمرتها تعاون عملي منضبط في مجال الدعوة.

    فإن الأرواح إذا تآلفت و تعمقت أواصرها و التحمت أنوارها كانت بعون الله قادرة على طرد خفافيش الظلام. كما أن التضحيات في مجال الدعوة تكون أسهل كثيرا عليها.

    و لنا في السيرة النبوية شاهد, و هي تعاون الصحابة على عبادة الله في دار الأرقم ابن أبي الأرقم, ثم صدعهم بالدعوة بعد ذلك.

    هذا و الله أعلى و أعلم.
     
    آخر تعديل: ‏26 يناير 2011

مشاركة هذه الصفحة