المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

الموضوع في 'سورة الفرقان' بواسطة المدير العام, بتاريخ ‏1 مايو 2010.

  1. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    المجلس الثالث عشر

    في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    وهو في ثلاثة فصول

    الفصل الأول: في تحقيق الأخوة الملائكية وتعميق المعرفة بالله

    1- كلمات الابتلاء:

    وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ

    الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً

    (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا

    كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66)






     
  2. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"


    [FONT=&quot]2- [FONT=&quot]البيان العام:[/FONT][FONT=&quot] في التعريف بمدرسة "عباد الرحمن"[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]هذا مقام العبدية العالي! مَقَامٌ ولا كأي مقام! مقامٌ عظيم بالذلة، غني بالفقر! مُكْتَفٍ بالله جمالاًً وجلالاًً![/FONT]

    [FONT=&quot]"عباد الرحمن"، إضافة ولا كأي إضافة! وانتساب ولا كأي انتساب! فالخلق كلهم عباد الله طوعا أو كرها! أما هؤلاء فإنما هم "عباد الرحمن"! رَغَباً ورَهَباً، وشَوْقاً ومَحَبَّةً![/FONT]

    [FONT=&quot]"عباد الرحمن"، إنه تعبير خاص، وسمة خاصة! فيها من التقريب الرباني والتحبيب الرحماني، ما ليس في غيرها من الإضافات العَلَمِيَّةِ والوصفية إلى الأسماء الحسنى! فهو لم يرد في القرآن إلا مرتين اثنتين فقط! الأولى في وصف هؤلاء السادة العظام! والثانية في وصف الملائكة الكرام! قال جل جلاله: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ!)(الزخرف: 19). وعبادة الملائكة لله - كما سيأتي في كلام ثمين لابن القيم رحمه الله – عبادةٌ متذللة، تلقائية مسترسلة، مستمرة بلا انقطاع ولا فتور، كالنَّفَسِ لبني آدم! وذلك لِمَا يجدون في فِطَرِهِمْ من الشوق والمحبة! لا كَلَفَةَ فيها ولا مشقة! فهي مُتْعَتُهُمْ، وهي راحتُهم، وهي حياتُهم ومعنى وجودهم! ((لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ!))(التحريم: 6). لا يذوقون للمعصية معنى! طاعة تامة وخضوع كامل! قال تعالى عن الملائكة العِنْدِيَّةِ: (وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ!)(الأنبياء: 19/20)[/FONT]
    [FONT=&quot]وهذا لا يكون للإنسان – بما هو إنسان - إلا ابتلاءً وتكليفاً! فمن ذا قدير على الدخول في ابتلاء هذا المقام الملائكي العالي؟ إنهم "عباد الرحمن"! هؤلاء هم وحدهم الذين شاركوا الملائكة في هذه السيماء الرفيعة! فسبقوا بخرق موانع الشهوات التي ليست للملائكة؛ فكانوا بذلك أئمة في الأرض وفي السماء!

    [/FONT] [FONT=&quot]قال العالم الرباني محيي السنة الإمام الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت: 516) رحمه الله: ((قوله عز وجل: "وعباد الرحمن"، أي: أفاضل العباد. وقيل: هذه الإضافة للتخصيص والتفضيل، وإلا فالخلق كلهم عباد الله!))([FONT=&quot][1])[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]أي أن منهم من هو عبدُ ربوبيةٍ فقط، خاضع قهرا لسلطان الله، ومنهم من هو عبدُ إلهيةٍ، خاضع خوفاً ورجاءً ومحبةً لجلاله تعالى وجماله! ووصف "عبد الرحمن" خاص بالنوع الثاني فقط. قال ابن القيم رحمه الله في التمييز بينهما: ((واللهُ تعالى جعل العبودية وَصْفَ أكمل خلقه وأقربهم إليه (...) وهذا يبين أن الوقف التام في قوله في سورة الأنبياء: "وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" ههنا. ثم يبتدئ: "وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ!"([FONT=&quot][2]) فهما جملتان تامتان مستقلتان. أي: إنَّ له مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض عبيداً ومِلْكاً. ثم استأنف جملة أخرى، فقال: "وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ"، يعني أن الملائكة الذين عنده لا يستكبرون عن عبادته. يعني: لا يأنفون عنها ولا يتعاظمون ولا يستحسرون، فيعيون وينقطعون! يقال: حَسِرَ واسْتَحْسَرَ، أي: إذا تَعِبَ وأَعْيَا. بل عبادتُهم وتسبيحُهم كالنَّفَسِ لبني آدم! فالأول وصف لعبيد ربوبيته، والثاني وصف لعبيد إلهيته. وقال تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا..." إلى آخر السورة!")([FONT=&quot][3][/FONT])[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]ونقل الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية، كلاما رفيعا للإمام الحسن البصري رحمه الله: ((في قوله: "وعباد الرحمن" الآية، قال: "إن المؤمنين قوم ذُلُلٌ، ذَلَّتْ منهم والله الأسماع، والأبصار، والجوارح! حتى تحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض! وإنهم والله أصحاء، ولكنهم دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم! ومنعهم من الدنيا عِلْمُهُمْ بالآخرة! فقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزَن! أمَا والله ما أحزنهم ما أحزن الناس! ولا تعاظم في نفوسهم شيء طلبوا به الجنة! ولكن أبكاهم الخوف من النار! إنه مَنْ لم يَتَعَزَّ بعزاء الله، تَقَطَّع نفسُه على الدنيا حسراتٍ! ومن لم ير لله نعمةً إلا في مطعم أو مشرب، فقد قَلَّ عِلْمُهُ وحَضَرَ عذابُه!))([FONT=&quot][4]).[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]ذلك تعريف مجمل عام بهذه المدرسة الرحمانية العالية، فلنبدأ حصتنا الأولى فيها إذن من البداية![/FONT]

     
  3. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    [FONT=&quot]شيءٌ ما وَقَرَ في قلوبهم! فما بالهم يمشون على الأرض هونا؟ ‏(‏ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً)‏ أي بسكينة ووقار، من غير تجبر ولا استكبار!‏ لكن لا تَمَاوُتاً ولا تصنعاً ولا رياءً، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى كأنما ينحطُّ من صَبَبٍ، وكأنما تُطْوَى له الأرض طيا! وإنما القصد أنهم يمشون بمشاعرهم الإيمانية من العبدية الكاملة لله، يطأون الأرض بأقدام المحبة، ويسلكون مسالكها بخطوات الخوف والرجاء، ينثرون السكينة التي فاضت على أجسامهم من بعدما ملأت معرفةُ الله قلوبَهم، فكانوا أعرف بعظمته وجلاله، وكانوا أعرف بضعفهم وحاجتهم الشديدة إليه. فعَلاَمَ يستكبرون؟ وعلامَ يتبخترون ويتجبرون؟ ونتيجة الامتحان لما تعلن بعد؟! إنهم مشغولون بِهَمِّ النبأ العظيم! مشغولون بمآلاتهم في المصير الأخروي العظيم! فلا وقت لديهم للالتفات أو الاشتغال بهموم الأرض! ولا بأهلها الغارقين في أوحالها! ولذلك فإنهم يَرُدُّونَ أذى الجهلة بالسلام[FONT=&quot]!‏ ‏(‏[/FONT] وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً[FONT=&quot])،‏ أي: إذا تعدى عليهم الجُهَّالُ بالقول[/FONT][FONT=&quot]السيء السفيه لم يردوا عليهم بمثله، بل يعفون ويصفحون ويكظمون، ولا يقولون إلا خيراً! لأن الهم أعظم وأكبر، ولكن الجهلة بالله لا يعلمون! أما هم فهم عباد الرحمن في الأرض، الحاملون رسالاته إلى الناس، عِلْماً وحِلْماً وخُلُقاً! وقد كان[/FONT] [FONT=&quot]ر[/FONT][FONT=&quot]سول الله صلى الله عليه وسلم، لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حِلْماً؛ دعوةً إلى الله وتعريفاً به تعالى.[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]ذلك نهارُهم: سلوكٌ مع الله ذلةً وخضوعاً، وسلوكٌ مع الناس دعوةً وسلاماً![/FONT]

    وأما ليلهم فخير ليل! أحياء غير أموات، يوقدون أنوار القلوب الضارعة إلى الله قياما! في حركة سائرة إليه تعالى عبر معارج الروح، ركوعا وسجودا لا يفترون!‏ ‏(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)‏ هكذا بصورة دالة على الحركة المستمرة النشيطة! ملتحقين بقوافل الأنبياء والصِّدِّيقِين في رحلة الشوق إلى الله. وقد وضعوا نصب أعينهم مشاهد الخسران واحتمالاته! فتوهجت مصابيح قلوبهم بلهيب الخوف! وجدَّت الأقدام في قطع المسافات ركوعا وسجودا! وليس كل سائر بمضمون الوصول! فَلِمَ يستعجلون الفرحَ الكاذب والسرور المغرور! ذلك هو فص العبادة لله الواحد القهار! فلا يرحل إلى مولاه بحادي الحَذَرِ إلا عارفٌ بالله حقا، عالم بقدره ومَقامه جل علاه! ولذلك قال تعالى في سورة "[​IMG]الزمر": ‏(‏ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ؟ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ!)(الزمر:9)‏

    وقال سبحانه ههنا في "الفرقان":‏ [FONT=&quot]‏(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً! إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً!) وكأنهم وهم يقطعون مفاوز الدنيا، يشاهدون مضارم النار من بعيد! فيسألون مولاهم الرحمن سؤال استغاثة باكية وتضرع حار! (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ! إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً!) والعذاب الغَرَامُ: هو العذابُ المؤبَّدُ أبداً! لا ينقطع ولا يزول ما دامت السماوات‏ والأرض! فكيف إذا كان ذلك التأبيد الرهيب في قعر جهنم وجوف جحيمها؟ عذاب ولا كأي عذاب والعياذ بالله! أوَليس هذا مما لا يطيق الخيال تصوره؟ ولا يستطيع القلب تحسسه لما يحمله من هول عظيم؟ ولذلك قالوا: (‏ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً!)‏ أي بئس المنـزل هي! وبئس القرار وبئس المصير! فبأي عين يستحلي النومَ والسباتَ أصحابُ مثل هذه المشاهَدات؟! وإن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك لبيانا جليلاً! قال: ([FONT=&quot]مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْـزِلَ. ألاَ إنَّ سِلَْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ! ألاَ إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الْجَنَّةُ![/FONT][FONT=&quot])([FONT=&quot][5][/FONT]).[/FONT][/FONT]

    ذلك هو السِّرُ الذي وَقَرَ بقلوبهم؛ فمشوا على الأرض هونا، ونشروا المحبة والسلام في الناس، متحملين لكل أصناف الأذى في الله! حتى إذا كان الليل هرعوا - خُفْيَةً - إلى مواعيدهم الحضراء مع الرحمن! وأشعلوا سُرُجَ القلوبِ بكاءً وتضرعاً!

    فيا قلبي الكليل الثقيل! أين أنت من كل هذا الجلال والجمال؟



    [FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] تفسير البغوي: 6 / 93.[/FONT]

    [FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] الأنبياء: 19/20.[/FONT]

    [FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot] مدارج السالكين: 1/102.[/FONT]

    [FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot] تفسير ابن كثير: 3/325.[/FONT]

    [FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot] رواه الترمذي والحاكم. وصححه الألباني في صحيح الجامع.



    [/FONT]المجال مفتوح لكل الإخوة لمدارسة هذه الآيات الكريمة
    على أن يختم المجلس بكلام الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله بعد حوالي 10 أيام إن شاء الله



     
  4. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    الاستماع إلى الآيات:



    [COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][gdwl][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black]
    [SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black]1 - بصوت القارئ الشيخ :[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=black]
    [SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=blue][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=blue]عبد العزيز الكرعاني:[/COLOR][/SIZE] [/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black]
    [SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5](برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني)[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/gdwl][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR]
    [SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][gdwl][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black]
    [/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE]
    [SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5]
    [CENTER][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][media]http://www.m5zn.com/uploads/2010/5/1/embed/050110200557ednroa9kssv.wma[/media][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/COLOR][/SIZE]
    [/CENTER]
    [/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/gdwl][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE]
    [COLOR=black][SIZE=5][COLOR=black][SIZE=5][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black]
    [/COLOR][/COLOR][/SIZE][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/COLOR]



     
    آخر تعديل: ‏2 مايو 2010
  5. أمين

    أمين مشرف

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    سبحان الله منذ مدة وأنا أحس بشوق لهذا المجلس، وكلما قرأت هذه الآيات

    أحس قلبي بالانشراح، ولعل الإخوة يشاطروني نفس الإحساس

    كيف لا وهم يقرأون تلك الكلمة ذات السر الكبير التي ما إن ينطقها اللسان

    وتقع على القلب إلا ويشعر المؤمن بها بسكينة كبيـــرة

    إنها كلمة الرحمـ'ـن !

    كما سيتعرف على كيف يكون عبدا للرحمن وكيف يكون في زمرة من يحبهم الرحمن عز وجل.


    إنها لحقا هدية من الله تعالى وتتويج لمن تحقق بما جاء في سورة الفرقان


    فبعد أن عشنا مع الآيات التي أفحمت الكفار وثبتت العقيدة الصحيحة في نفوسنا...

    ها نحن اليوم نعيش مع الآثار والأخلاق التي يجب أن تطبع سلوكنا


    إنها ثمار سورة الفرقان إذن، وها قد حان وقت قطافها





    أهم ما استخلصته من هذه الآيات المباركات:


    - الارتباط الدائم بالله عز وجل واللجوء المستمر إليه: وعباد + ربنا

    - علاقتنا بالله تعالى يجب أن تمزج بين الرجاء والخوف: الرحمن + عذاب جهنهم ...

    - التخلق بأخلاق هذه الآية، وهي كثيرة: التواضع، السكينة والوقار، الصبر وكظم الغيظ

    قيام الله، الدعاء، اسحضار اليوم الآخر، ...


    فهاهي الفرصة إخوتي لمكابدة هذه الآيات ومحاولة التخلق بها


    فلنجعل هذا الأسبوع محطة تدريبية في حياتنا للتخلق بأخلاق هذه الآيات


    والله المعين


    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




     
  6. محمد

    محمد مشرف ساحة القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عل

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا أخي، و الله إني لأشاطرك الإحساس عينه على أعتاب هذه الآيات المباركات. إنها إن شئنا القول " مسلك التخلق " لما سلف من الآيات.
    فإذا كنت أيها الداخل باب الفرقان قد عرجت عبر ابتلاءاتها ، و علمت أن ( لكل نبيء عدوا من المجرمين ) و أن الحل هو ( و جاهدهم به جهادا كبيرا ) فقد آن الأوان لكي تتقرب إلى الرحمان زلفى و أن تكون من عباده حقا و صدقا و ما ذاك إلا بالتخلق بأخلاقهم و ما أخلاقهم إلا أخلاق " عباد الرحمان".

    اللهم اجعلنا من عبادك عباد الرحمان.
     
  7. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    3- الهدى المنهاجي:

    وينقسم إلى أربع رسالات هي كالتالي:


    - الرسالة الأولى:

    الذلة لله أول درس!

    من هنا تبدأ أولى دروس التزكية بمدرسة "عباد الرحمن": إنه درس تحقيق الذلة لله! والافتقار الكامل إليه جل علاه! حيث يشرب المؤمن من هذا المورد حتى تخشع قدماه! ويطيب ممشاه!

    فاعلمي يا نفسي المغرورة! أن الشيطان قد يلتف على الإنسان استدراجا؛ فيملؤه كِبْراً بالدين! فيكون - من حيث لا يدري - من الهالكين! وكيف يكون الكِبْرُ بالدين؟ ألا ترى أن بعضهم قد يشعر بالتميز بتدينه والتفرد بصلاحه؛ فيملؤه الغرور بربه، ظنا منه أنه قد اعتلى، وما هو في الحقيقة إلا قد استكبر واستعلى! فيحبط عمله والعياذ بالله!

    فمقاربة الذلة والافتقار لله رب العالمين شرط الصلاح في كل المؤمنين. لكن كمال الذلة له تعالى وتمام الافتقار؛ حتى لا يرى العبد من عمله شيئا إلا بالله، وحتى تئن خطوته خوفا من الله، هو أول مفتاح النجاح بمدرسة عباد الرحمن! ولا تستقيم دعوة إلى الله بغير ذلك! فاشْهَدْ سجدةَ القلبِ بين يدي مولاك! مقاما لا تَزِلُّ عنه أبداً!


    - الرسالة الثانية:

    في أن اشتغال اللسان بمجادلة الجهلة والسفهاء، والرد عليهم بما قالوا سَفَهٌ مثلُه! وأن للسان أولويات في وظيفته الكلامية، رأسها زرع بذرة الهدى في القلوب! ونشر كلمات الله هنا وهناك. فتلك هي كلمات الخير، كلمات السلام، الداعية إلى دار السلام! فليس له من الخطاب غيرها مهما جَهِلَ عليه الجاهلون!


    - الرسالة الثالثة:

    في أن قيام الليل أكبر معين على جهاد النهار، وأكبر زاد على الاستمرار في الطريق إلى الله، وأسرع مركبة إيمانية في قطع المسافات الروحية إلى الله! عروجا إلى المنازل العلى في الجنة! وأضمن أمان عند الله في النجاة من النار! فلا يتركه مطلقا إلا جاهل بالله وباليوم الآخر! ولا ينقطع عنه من المؤمنين إلا منقطع عن مدرسة عباد الرحمن! وإنما الموفق من وفقه الله! قال صلى الله عليه وسلم في حديث جامع لكل ذلك: (إنَّ اللهَ يُبْغِضُ كُلَّ جُعْظُرِيٍّ جَوَّاظٍ، سَخَّابٍ في الأسْوَاقِ، جِيفَةٍ باللَّيْلِ، حِمَارٍ بالنَّهَارِ، عَالِمٍ بالدُّنْيَا، جَاهِلٍ بِالآخِرَةِ!)([1]) وإنما يُجَيِّفُ القلبُ بالليلِ ويَنْتُنُ إذا انقطع صاحبُه عن القيام أمداً طويلاً! فإذا حصل صار بذلك جُعْظُرِيّاً جَوَّاظاً! أي رجلا غليظ القلب خَشِناً! لا يهدأ له صوتٌ في طلب الدنيا وأوساخها، مُضَارِباً ومخاصماً! وهو عن الآخرة عَمٍ!

    فصلاة الليل – ولو ركعتان - هي حياة القلب! وإنها لترتقي بصاحبها شيئا فشيئا؛ حتى ينال منـزلة المحبة ومقام الولاية الحق، فضلا من الله ونعمة! ولا نجاح في مدرسة عباد الرحمن بغير درجات عالية الإخلاص في حصة ناشئة الليل!


    - الرسالة الرابعة:

    في أن الخوف من النار! وتدبر مشاهدها في القرآن، من أهم المعارف والدروس المعرفة بجلال الله وعظيم سلطانه! وأن ذلك أكبر حَادٍ للعبد في توبته من ذنوبه على الإطلاق، وهو أكبر معنى إيماني يزرع الفقر والذلة في أولياء الله! كما أنه أكبر منبه للقلب للاستيقاظ من مضاجِع الخمول، وشهود تجليات النور بمحراب السَّحَر!

    ثم إن الزعم المتداول في كتب بعض القوم من أن اشتغالهم بالمحبة أو بذات الله، أنساهم الخوف من الله ومن عذابه لهو من أخطر الضلال، ومن أشد فتن الشيطان، واستدراجه للعبد السائر إلى الله! فلن يكون أحدٌ أعلم بالله من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم! وقد كان - بأبي وأمي هو - أخوف عباد الله من الله، وأخشعهم له وأتقاهم! وقد بكى عليه الصلاة والسلام حتى اخضلت لحيته! بل حتى بَلَّ موضع سجوده! لما قرأ في قيامه بالليل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ! رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ! وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ!)(آل عمران: 190- 192).

    فعن عبيد بن عمير - رضي الله عنه - أنه قال لعائشة رضي الله عنها: ((أخبرينا بأعجب شيء رأيتِه من رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: فسكتتْ، ثم قالت: "لَمَّا كان ليلةٌ من الليالي، قال: "يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي!" قلتُ: والله إني أحب قربك! وأحب ما يَسُرُّكَ!" قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي. قالت: فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حِجْرَهُ! - قالتْ: وكان جالساً - فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بَلَّ لحيتَه! قالت: ثم بكى حتى بَلَّ الأرض! فجاء بلال يُؤْذِنُهُ بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: "يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟! لقد نزلتْ عليَّ الليلةَ آيةٌ، وَيْلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها! "إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ"...)الآية.([2])

    فلا يدعي الأمانَ من النار إلا مغرورٌ جاهلٌ بالله! بَلْهَ أن يكون من أهله وخاصته! وإنما على قَدْرِ خوف العبد من عذابه تعالى يكون مقامُه عنده! وقد رأيتَ ما تواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المعنى العظيم! وإنه لمن أعظم دروس "عباد الرحمن" التي يبيتون الليلَ على مواجيدها يبكون ويتضرعون! ذلك، فإذا عرفتَ يا صاح فالزم!



     
  8. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"



    4- مسلك التخلق:

    ومسلك النجاح في تعلم هذه المعارف والتخلق بها، راجع إلى ترتيبين منهجيين اثنين:

    - الترتيب الأول: ضرورة الاندماج الدراسي! الاندماج في البيئة المؤمنة لعباد الرحمن؛ إذ مدرسة هؤلاء القوم – ككل المدارس - تحتاج ممن يدخل فصولها، بما هي مدرسة، إلى مصاحبة تلاميذها وأشياخها؛ إذ بغير ذلك يكون الطالب وحيدا، ويُخشى عليه من الانقطاع! والتمدرس الجماعي أضمن للطالب في المثابرة والاستئناس، والمنافسة والاجتهاد! فلا بد من رؤية الأقران ماذا يفعلون؟ ولا بد من رؤية الأشياخ كيف يسلكون؟ فالطريق شاق وطويل! فكذلك كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أنفسهم فيما بينهم، ومع معلمهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام! رحلة واحدة، وسرب واحد، وأمة واحدة! في السفر والحضر، وفي الخوف والأمن، وفي الرخاء والشدة، مُتَوَادِّينَ مُتَراحِمِينَ كالجسد الواحد فعلا!

    وإنما وصف الله أعمال "عباد الرحمن" بوصف الجمع، في الأفعال، وفي الضمائر، وأسماء الموصول، ونحو ذلك، سيراً واحداً، لا اختلاف فيه ولا اضطراب! وفيه إشارة إلى ما ذكرنا من ضرورة الاجتماع على البر والتقوى، والتعاون على التخلق بمنازلهما.

    وبذلك يستطيع المؤمن أن يصبر على مشاق الطريق، ويداوم على قيام الليل، ويأنس في وحشة الغربة، ويعيش مع الله مجتهدا في قطع مفاوز السفر؛ بما يرى من شوق السائرين وعجيب اجتهادهم.

    - الترتيب الثاني: تلقي معارف الروح بتدرج، شيئا فشيئا، ذلك أن المدرسة مستويات، فلا تغامر بدخول الأقسام العليا في بداية الطريق، والولوج إلى حلقات الراسخين من أول أيام الانتساب! فلأن تقتصر على قيام ركعتين اثنتين مرة في الأسبوع ابتداءً، مع الحفاظ على الفرائض في مواقيتها وجماعاتها، خير لك من قيام يومي طويل، يدوم أسبوعا أو عدة أسابيع، ثم ينقطع بك عن أداء الفرائض في مساجدها أو في مواقيتها! فهذا إنما هو انتكاس شنيع والعياذ بالله! وقد نبه المعلم الأول بهذه المدرسة سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم على هذا! في مناسبات شتى من أحاديثه النبوية الشريفة؛ لِمَا يعلم من أن ذلك من أكبر القواعد المنهجية، لتلقي معارف الروح والترقي بمنازلها الإيمانية العالية! من أخطأه كان من الهالكين!

    ويكفيك من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الدين متين؛ فأوغلوا فيه برفق!)([3]). وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الدين يُسْرٌ، ولا يُشَادُّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه! فسددوا، وقاربوا، وأبشروا..! و استعينوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ، وشيءٍ من الدُّلْجَةِ!)([4]). فقوله: "الغدوة" و"الروحة" كناية عن صلوات النهار والمساء من الفرائض. و"الدلجة" كناية عن قيام الليل. لكنه عبر ههنا عن القيام بعبارة (شَيْءٍ) للتقليل! والمقصود أن يبدأ المنتسب الابتدائي بقليل النوافل، ويستمر على ذلك القليل زمنا؛ حتى إذا صار له كالعادة الْمُطَّرِدَةِ أو كالنَّفَسِ التلقائي، زاد على قدر عزيمته ونشاطه، وانتقل بذلك إلى المستوى الأعلى الذي يليه، وهكذا إلى أن يصل مقام التخرج العالي بإذن الله، فلا يكون إلا لله وبه!

    ولا بد في هذا وذاك من استشارة أهل العلم والخبرة بالطريق ومفاوزها، من المعلمين الربانيين. فإنما المدرسة مدرسة. وإنما الله هو الموفق للخير والهادي إليه.

    محبكم فريد الأنصاري

    ---------

    [FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] رواه البيهقي. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع. والجعظري الجواظ: هو المتكبر الغليظ، الخَشِنُ الأخلاق! والسَّخَبُ والصَّخَبُ، كلاهما بمعنى، وهو: رفع الصوت المنكر كصوت الحمار! والحديث كناية عن الرجل همه الدنيا والكسب المادي، حيث يظل النهار كله في صراع الأسواق والصفقات لا يحرم حراما ولا يحل حلالا! ولا يعرف لله حقا ولا مقاما! حتى إذا كان الليل خَرَّ على فراشه فنام نوما ثقيلا، فَتَنْـتُنُ روحه كالجيفة؛ بما يعقد عليه الشيطان من عُقَدِ الغفلة عن الصلاة والقيام![/FONT]

    [FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] رواه ابن حبان في صحيحه، وعبد بن حميد في تفسيره. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.[/FONT]

    [FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot]أخرجه أحمد عن أنس مرفوعا. وحسنه الشيخ الألباني. حديث رقم : 2246 في صحيح الجامع.[/FONT]

    [FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot] أخرجه البخاري.[/FONT]
     
  9. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    هذا مقام من أراد أن يتذكر أو أراد شكورا، فمن أراد ذلك لا يمكن إلا أن يكون من عباد الرحمان، نتيجة لتلك الإرادة، وإنما شرط الإرادة للوصول إلى هذا المقام هو الصدق في المجاهدة: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".

    فمن أراد أن يتذكر، فعليه أولا وقبل كل شيء أن يمشي على الأرض هونا ، في طمأنينة تامة، إلى درجة دفع السيئة بالحسنة: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"، فالطمأنينة هي الشرط الأساس في التذكر، ومن رأيته غاضبا كل الوقت، أو مندفعا متحمسا كل الوقت، أو مضطربا كل الوقت، أو غير مستقر، فاعلم أنه من الصعب أن يتذكر، لأن القلب والعقل لا يكونان في استقرار، وإذن تفكيرهما غير سليم. فمحال أن يصل المرء إلى التذكر الذي هو نتيجة التفكر والتدبر.

    وكل هذا إنما هو نتيجة لما بعده، أي أن المرء حتى يصل إلى هذا ، لا بد وأن يمر من مكابدات الليل، وأن يعيش اضطرابات الدار الآخرة ليلا، حتى إذا كان النهار صار مطمئنا، "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة "، أو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.

    ومن أراد الوصول إلى ذلك والدوام عليه، لا بد وأن تكون نيته الأولى في الطريق هي أداء حق الله في الشكر، ولكن مع الأسف، قليل هم أولئك ، لأنه "وقليل من عبادي الشكور"، فمن أراد شُكُورا، لا بد وأن يكابد الليل، "أفلا أكون عبدا شكورا"، قالها صلى الله عليه وسلم ليلا؛ فإذا فعل ذلك، صدم بأحوال وأهوال الدار الآخرة، إذ يحدث له التذكر، فصار قوله الذي يردده هو : "ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما".

    نسأل الله جميعا النجاة من النار.

    وأعتذر إخوتي على هذا التدخل المتأخر، نظرا لظروف دراسية أسألكم الدعاء.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     
    آخر تعديل: ‏5 يونيو 2010
  10. فردوس

    فردوس عضو جديد

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    ومن رأيته غاضبا كل الوقت، أو مندفعا متحمسا كل الوقت، أو مضطربا كل الوقت، أو غير مستقر، فاعلم أنه من الصعب أن يتذكر،
    فعلا أخي .الغضب مع التفكر تناقض كبير جزاك الله كل خير و وفقك في دراستك
     
  11. سعد

    سعد مشرف ساحة الدعوة الإسلامية

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    من جواب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على سؤال حول صفة المتقين (من كتاب "نهج البلاغة") :

    أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لاَِنَّةُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ، وَلاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ. فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ: مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، وَمَلْبَسُهُمُ الاْقْتِصَادُ، وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ. غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ. نَزَلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاَءِ كَالَّتِي نَزَلَتْ فِي الرَّخَاءِ. لَوْ لاَ الاَْجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْن، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ، وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ. عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَامُعَذَّبُونَ. قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ، وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ. صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً، تِجَارَةٌ مَرْبِحَةٌ، يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُم. أَرَادَتْهُمُ الْدُّنْيَا وَلَمْ يُرِيدُوهَا، وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أُنْفُسَهُمْ مِنْهَا. أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لاَِجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ، فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، مُفْتَرِشُونَ لِجَبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ. وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ، قَدْ بَرَاهُمْ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ يَنْظُرُ إِلَيْهمُ الْنَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَض، وَيَقُولُ: قَدْ خُولِطُوا!

    وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ! لاَ يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَلاَ يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ، فَهُمْ لاَِنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ. إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهْمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ مِنِّي بِنَفْسي! اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لاَ يَعْلَمُونَ

    فَمِنْ عَلاَمَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِين، وَحَزْماً فِي لِين، وَإِيمَاناً فِي يَقِين، وَحِرْصاً فِي عِلْم، وَعِلْماً فِي حِلْم، وَقَصْداً فِي غِنىً، وَخُشُوعاً فِي عِبَادَة، وَتَجَمُّلاً فِي فَاقَة، وَصَبْراً فِي شِدَّة، وَطَلَباً فِي حَلاَل، وَنَشاطاً فِي هُدىً، وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَع. يَعْمَلُ الاَْعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَل، يُمْسِي وَهَمُّهُ الشُّكْرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِراً، وَيُصْبِحُ فَرِحاً، حَذِراً لَمَّا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ. إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيَما تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيَما تُحِبُّ. قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيَما لاَ يَزُولُ، وَزَهَادَتُهُ فِيَما لاَ يَبْقَى، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمَ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ. تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ، قَلِيلاً زَلَلُهُ، خَاشِعاً قَلْبُهُ، قَانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُوراً أَكْلُهُ، سَهْلاً أَمْرُهُ، حَرِيزاً دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ، مَكْظُوماً غُيْظُهُ. الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ. إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ، وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ. يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ. بَعِيداً فُحشُهُ، لَيِّناً قَوْلُهُ، غَائِباً مُنْكَرُهُ، حَاضِراً مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِراً شَرُّهُ. فِي الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ، وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ. لاَ يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَلاَ يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ. يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِ. لاَ يُضَيِّعُ مَا اسْتُحْفِظَ، وَلاَ يَنْسَى مَا ذُكِّرَ، وَلاَ يُنَابِزُ بِالاَْلْقَابِ، وَلاَ يُضَارُّ بالْجارِ، وَلاَ يَشْمَتُ بالْمَصَائِبِ، وَلاَ يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ، ولاَ يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ. إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ، وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ، وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتّى يَكُونَ اللهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ. نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاء، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَة. أَتْعَبَ نفسه لاِخِرَتِهِ، وَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ. بُعْدُهُ عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَنَزاهَةٌ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنَهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ، لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْر وَعَظَمَة، وَلاَ دُنُوُّهُ بِمَكْر وَخَدِيعَة.
     
  12. أم محمد بشرى

    أم محمد بشرى عضو جديد

    رد: المجلس الثالث عشر: في مقام الانتساب إلى مدرسة "عباد الرحمن"

    أريد المشاركة ولا أعلم كيف يتم التدارس
     

مشاركة هذه الصفحة