المجلس الثامن في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! 1- كلمات الابتلاء: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً! كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً!(34) 2- البيان العام: ههنا صُلْبُ المنهاج الفطري، وروح البرنامج القرآني، وعمود الدعوة الإسلامية! مَنْ تَلَقَّى حقائقَه تَلَقَّى الهدى القرآني كاملا، ومن فاتته فاته خير عظيم! بل خِيفَ عليه أن تصيبه شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولئن أصابته ليكوننَّ من الهالكين! هذا رسول الله اليوم يشتكي إلى الله! فما أرهبه من موقف وما أخطره! (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً..!) الله أكبر! نعم لقد هَجَرَتْهُ قريش حينا من الدهر. لكن الشكوى مستمرة باستمرار القرآن! وما ترك الله شيئا من آياته الواصفة للأدواء يتلى في كتابه، إلا لعلمه سبحانه بأن داءه سيظهر في الأمة يوما من الدهر! فأي هجران للقرآن أفظع مما تمارسه الأمة اليوم؟ أين هي من أحكامه وشريعته؟ أين هي من مصدريته وحاكميته؟ أين هي من أخلاقه وقيمه؟ ثم أين هي من منهاجيته في الدعوة والإصلاح؟ وفي التربية والتعليم؟ وفي السياسة والإعلام؟ وفي الاقتصاد والأموال؟ وفي العلاقات الاجتماعية والأسرية؟ وفي كل مرافق العمران البشري بشتى ميادينه ومجالاته؟ أين الأمة من القرآن؟ أتريد الجواب حقا؟ هذه أصداء النداء النبوي ما زالت متدفقه في الفضاء بحزنها العميق، تجأر إلى الله شاكية! فَأَنْصِتْ: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً..!) ويجيب رب العزة مبينا حكمة الابتلاء بهذه الدعوة، وجريمة هجران القرآن: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ! وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً!) إنها جريمة إذن! لكنها سُنَّةٌ جارية، لها مسارها الثابت عند الله جل جلاله؛ لتتم حكمة الابتلاء بهذا الدين. فليكن من هذه الأمة من يسخر من القرآن العظيم! وليكن من يحارب أحكامه وأهله كما كان في الأمم السابقة! وعلى الداعية إلى الله أن يتمسك بالكتاب في تلك الظروف، ويثبت على حقائقه دينا ودعوةً! فتلك هي سنة الأنبياء من قبل مع أقوامهم تجاه كتاب الله! ومن هنا قال تعالى لرسوله الكريم تسليةً له وتطمينا، على ما اقتضته الآية السابقة: وكما جعلنا لكل نبي من الأنبياء قبلك – أيها الرسول - أعداءً من مجرمي أقوامهم حاربوا دعوتهم، فقد جعلنا لك أعداء من مجرمي قومك هجروا القرآن وحاربوه! فاصبر كما صبروا! واعلم أن الله وحده هو الهادي والنصير الذي ينصرك وينصر دعوتك؛ لأن هؤلاء الجهلة إنما يحاربون بصنيعهم الإجرامي هذا اللهَ رب العالمين! وقال الذين كفروا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - على سبيل السخرية: ما بال هذا القرآن يتنـزل عليه مفرَّقا هكذا آيات آيات؟ فهلاَّ نُزِّلَ عيله دفعةً واحدة؟! لقد جعل الله هذا الاستفزاز لمحمد - صلى الله عليه وسلم - سببا في إنـزال رد رباني عظيم، رد جاء ببصيرة من أعظم البصائر المنهاجية في كتاب الله! بصيرة ترسم المنهاج الشامل للتربية القرآنية في بضع كلمات! (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً!) أي: كذلك نَزَّلْنَاهُ مُفَرَّقاً؛ لِنُقَوِّيَ به قلبكَ، ولتزداد به طمأنينة، فتعي رسالته وأمانته، وتستطيع حملها بقوة؛ ولذلك ألقيناه عليك على مهل آياتٍ أَرْتَالاً. فالتثبيت: التقوية للشيء، والتمكين له والتمتين. كما يبني المرء البناء فيثبته بتقوية أساطينه وأسواره؛ حتى يثبت منتصبا قويا شامخاً! والترتيل هنا: هو الترسيل، أي إنزال القرآن آياتٍ بعد آياتٍ، مُفَرَّقاً لكن على ترتيب دقيق وتنظيم حكيم! حتى إذا جُمِعَ كان أيضا مُرَتَّلاً ترتيلاً، بمعنى جاء على نظام بديع! فمن معاني الترتيل: التنظيم والتنسيق والترتيب(1). فالقرآن مرتَّل في تنـزيله الأول على حِكْمَةِ بناء الإنسان والأمة، في أول التأسيس لها زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو مرتل بعد ذلك في بنائه التعبدي المحكم، الذي جمعه الله عليه بعد تمام تنـزيله، كتابا مرتبا، بآيه وسوره، على نظامه الذي هو في المصحف اليوم، وإلى يوم القيامة. فكان قوله تعالى: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) دالا على حكمة التفريق وجمال التنجيم زمنَ التنـزيل، ودالا أيضا على جمال الجمع وكمال المنع له بعد ذلك! ومن هنا كان الترتيل بهذا المعنى مرتبطا بالتثبيت ارتباطا وثيقا؛ ذلك أن تقرير منهج الرحمن في تنـزيل القرآن مفرَّقاً؛ قصد بناء العمران الإيماني لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ثم بناء النسيج الاجتماعي للمجتمع المسلم، كل ذلك جاء على قَدَرٍ معلوم وحكمة سابقة! اقتضت أن ينـزل القرآن آيات آيات، بصورة منهجية مرتبة تراعي الأولى فالأولى، في المعاني وفي الزمان والأحوال، في سياق بناء الأمة الإسلامية. فكل آية هي كاللبنة توضع بعناية في قلب المؤمن بمكانها، على ما يناسب حاله في زمانه، وعلى ما يناسب اللبنة التي تليها بدقة متناهية! تماما كتناسب خيوط النسيج وهو يُصْنَعُ على عين صاحبه، فهو يرى تناسق فسيفسائه وألوانه - قبل تركيب جزئياته - كيف سيكون، دون غيره من الجهلة بأسرار الصنعة، الذين لا يرون جمال العمل إلا بعد نهايته! فالإنسان ههنا هو موضوع العمل، وهو ذاته ميدان البناء! (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ!) وهو المقصود بحمل تكاليف القرآن وشريعة القرآن. ولأنَّ القرآن بما تضمن من أمانة عظمى قولٌ ثقيلٌ جداً: (إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً!)(المزمل:5) فقد كان هذا الإنسان – وهو المخلوق الضعيف - في حاجة إلى بناء أساطينه الإيمانية وعمارته الروحية؛ لتستطيع حمل شريعة القرآن! فاحتاج إذن إلى صناعته وبنائه على عين الله، وتزكية روحه بهذا المنهاج الرباني اللطيف المترسل، المنجِّمِ للآيات على قدر ما يطيقه الإنسان، آياتٍ بعد آياتٍ. لكن على منهج البناء المنظم المحكم! إلى أن يكتمل العمران في الأمة تاما، فرداً وجماعةً! فعلى ذلك النظام الإلهي رُتِّلَ القرآنُ ترتيلاً ورُسِّلَ ترسيلاً! فأكْرِمْ به من منهاج رباني حكيم وأعْظِمْ! وإنه لدرس للدعوة الإسلامية التجديدية في كل زمان ومكان، ما له من ثمن! فأي حكمة هذه وأي مَثَلٍ! ولذلك خاطب رسول الكريم بأن الكفار لا يأتونك بشبهة مما يضربونه لك من الأمثال، إلا جئناك بالْمَثَلِ الحق، وبالبيان الحق، المتضمن للحكمة الإلهية التي لا يعرفونها ولا يبصرونها؛ بما غشي قلوبَهم من ظلمات الكفر والكبرياء. فَمَثَلُ السَّوْءِ إنما ينطبق عليهم هم بالذات! إذْ هم الذين سَيُجَرُّونَ إلى جهنم، ويُسْحَبُونَ على وجوههم إلى جحيمها! هكذا بصورة منكوسة مقلوبة! كما نكسوا الحقائق وقلَبوا الأمثال في الدنيا! أولئك هم شر الناس منـزلةً، وأشدهم بعدا عن الهدى، وأسوؤهم انحرافا عن الصراط المستقيم! [1] ولذلك سمي تجويد القرآن "ترتيلا"؛ لأنه تنظيم للحروف عند النطق بها، وترتيب لها عند الأداء، وترسيل للآيات على مهل، الواحدة تلو الأخرى. ومنه قوله تعالى: (وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل:4). ------------ المجال مفتوح لكل الإخوة لمدارسة هذه الآيات الكريمة على أن يختم المجلس بكلام الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله بعد حوالي 10 أيام
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! إن هذه الآية في قلب سورة الفرقان تؤصل للمنهاج الوضاح لتلقي رسالات الله ، و هي مرآة صافية ننظر من خلالها إلى حال قلوبنا مع كلام الله ، فعلاقتنا بالقرآن إمّا يحكمها الهجران :"(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً..!) ، و إما الإستمساك ( و الذين يمسّكون بالكتاب). و لقد فقه أعداء هذا الدين الذين سمتهم الآية "بالمجرمين" سر عمق الصلة بالقرآن التي تنشئ أجيالا بُنيت بإسمنت القرآن لا تزعزعها الأحداث و لا تجتثها الشبهات ، لأنها ببساطة من بنيان القرآن، و أنى لأي قوة في الكون أن تمتد إلى حائط صلد محميّ من السماء، يا ناطح الجبل أشفق على نفسك لا تشفق على الجبل. لقد عمد أعداء الوحي إلى عزل الأمة عن بناء القرآن ، فتكونت أجيال ُبنيت بناء مغشوشا ينهدّ لأبسط ريح. ثم تأتي الآيات لتضع لنا المنهاج الوافي للتربية القرآنية : كيف يبني القرآن القلوب ؟ إنه بناء رباني تدريجي مرتل محكم الخطة لنقل القلب من براثن طينة الأرض إلى منازل أهل الإيمان و ذلك عبر التسلق عبر سّلمه درجا درجا إلى أن تعرج الروح محلقة في سماء الفضيلة ، و هنا يثبت القلب و يصنع على عين الله . و ما أجمل الحس الوجداني لهذه الآية " كذلك لنثبت به فؤادك : كم أحسّ الواحد منا بعمق هذه الآية لما كان يصارع الحياة ، فإذا بآية قرآنية تقرع قلبه ، فتسري عبر مسامّ فؤاده ، فيجد راحة و طمأنينة ، لأن الآية نزلت كالماء البارد العذب الزلال بعد طول ظمأ . نسأل الله أن يسقي قلوبنا بماء القرآن الصافي النمير. آمين
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) بروز المجرمين في طريق الأنبياء أمر طبيعي . فدعوة الحق إنما تجيء في أوانها لعلاج فساد واقع في الجماعة أو في البشرية, فساد في القلوب , وفساد في النظم , وفساد في الأوضاع . ووراء هذا الفساد يكمن المجرمون , الذين ينشئون الفساد من ناحية , ويستغلونه من ناحية . والذين تتفق مشاربهم مع هذا الفساد , وتتنفس شهواتهم في جوه الوبيء . والذين يجدون فيه سندا للقيم الزائفة التي يستندون هم في وجودهم إليها . . فطبيعي إذن أن يبرزوا للأنبياء وللدعوات دفاعا عن وجودهم , واستبقاء للجو الذي يملكون أن يتنفسوا فيه . وبعض الحشرات يختنق برائحة الأزهار العبقة , ولا يستطيع الحياة إلا في المقاذر , وبعض الديدان يموت في الماء الطاهر الجاري , ولا يستطيع الحياة إلا في المستنقع الآسن . وكذلك المجرمون . . فطبيعي إذن أن يكونوا أعداء لدعوة الحق, يستميتون في كفاحها . وطبيعي أن تنتصر دعوة الحق في النهاية , لأنها تسير مع خط الحياة , وتتجه إلى الأفق الكريم الوضيء الذي تتصل فيه بالله , والذي تبلغ عنده الكمال المقدر لها كما أراد الله . . (وكفى بربك هاديا ونصيرا). . وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً! كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) ولقد جاء هذا القرآن ليربي أمة , وينشئ مجتمعا , ويقيم نظاما . والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثر وانفعال بالكلمة , وإلى حركة تترجم التأثر والانفعال إلى واقع . والنفس البشرية لا تتحول تحولا كاملا شاملا بين يوم وليلة بقراءة كتاب كامل شامل للمنهج الجديد . إنما تتأثر يوما بعد يوم بطرف من هذا المنهج ; وتتدرج في مراقيه رويدا رويدا , وتعتاد على حمل تكاليفه شيئا فشيئا… جاء هذا القرآن تربية ومنهاج للحياة لا ليكون كتاب ثقافة يقرأ لمجرد اللذة أو لمجرد المعرفة . جاء لينفذ حرفا حرفا وكلمة كلمة , وتكليفا تكليفا . جاء لتكون آياته هي "الأوامر اليومية " التي يتلقاها المسلمون في حينها ليعملوا بها فور تلقيها , مع التأثر والفهم والرغبة في التنفيذ ; ومع الانطباع والتكيف وفق ما يتلقاه . . انتهى من الظلال: بتصرف فسؤال يا عباد الرحمان هو, البحث عن السر , كي نكون ممن يرتلون القرأن ,فيتذوقون معانيه,و يثأثرون به, فيطبقون بحب وإخلاص للواحد الديان ما يسروا إليه...
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه الآيات الكريمات تظهر لنا بجلاء الفريقان، و الإرادتان، فإما أن نريد وجه الله سبحانه، ونريد النجاة ، فنتبع الدليل الذي يدلنا على الطريق، والدليل كتاب الله، و من هجر الدليل فما أراد الله، وإنما هي أماني، لا تنفع شيئا إلا بالتمسك بالكتاب، و عدم هجره بأي نوع من أنواع الهجر، تلاوة و تزكية و تعلما و تخلقا ... فالهجر في هذه الآية ذكر على عمومه إذن فهو يشمل جميع أنواع الهجر، "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً " ؛ فموضع "وكذلك" دال دلالة قاطعة على أن الآية الثانية مرتبطة بالأولى، أي أن أعداء النبي المجرمين هم الذين اتخذوا القرآن مهجورا، بأي نوع من أنواع الهجر، خصوصا هجر العمل به، ولذلك وجب على من يخاف من الله، ويخاف من مغبة عداوة النبي له، أن يبذل الغالي و النفيس، عساه لا يكون من الذين اتخذوا القرآن مهجورا، فإن الأمر جد وما هو بالهزل، إننا إن نحن هجرنا القرآن بأي نوع من أنواع الهجر فإن خصمنا عند لقاء الله هو رسول الله، و تخيل ما شئت بعد ذلك، نسأل الله النجاة من ذلك الموقف الرهيب. فمن أجل النجاة، أساهم مع إخوتي ببعض المقترحات العملية، عساها تكون نافعة لمن عمل بها بصدق، و أراد بذلك النجاة بصدق، فمن المقترحات العملية، ألا نكتفي أحبتي في الله، بالمجلس القرآني الأسبوعي الذي نعقده، ولكن يكون ذلك المجلس فقط كمدرسة نتعلم من خلالها عقد مجالس القرآن، وليكن اتصالنا بالقرآن أكثر من ذلك، من خلال عقد مجلس يومي مع انفسنا، ولو آية في اليوم نتلوها و نفهمها و نتدبرها و ننام على شداها، و نقوم بها ولو ركعة وتر، عسانا نعمل بها صبحا، و عسانا لا نكون من الذين يهجرون كتاب الله عملا، فهما و تخلقا. أن تكون لنا ختمة شهرية أو على الأقل في شهرين، عسانا لا نكون من الذين يهجرون كتاب الله تلاوة. أن نحاول أن نضع لأنفسنا برنامجا جديا للحفظ، على الأقل سور المفصل مع سورة الفرقان، فعيب أن ننتسب لرسالة القرآن، وليس لنا من حفظ بسيطه نصيب، وإن شئتم أن نتعاون جميعا في هذا المشروع، أن نفتح نافذة جديدة في منتدى مشاريع الفطرية، نتعاون فيه على الحفظ، ونتنافس في ذلك بإخلاص لله، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون", عسانا لا نكون من الذين يهجرون كتاب الله حفظا. هذا مقترح عملي طويل وشاق وكثير و كبير، إلا على الخائفين فعلا وصدقا، " وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون"، فمن أيقن فعلا بأن هذا الكلام كلام الله، وأن الوعيد وعيد من الله، حقيق عليه أن يخاف، و أن يسأل النجاة من مغبة العداوة و النار، فالجنة جميلة، وطيبة، وحلوة، ولكنها غالية، ومن أرادها فعلا سهر من أجلها، وخاف فواتها و: " من خاف أدلج، و من أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" و النار قبيحة، و صعبة، وشديدة، ومن منا يقوى عليها، فحري بمن خافها فعلا أن يسافر إلى الله بليل: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". نسأل الله النجاة ، و الفوز، و الفلاح، يوم الجد. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! السلام عليكم و رحمة الله، قال ربنا سبحانه و تعالى : "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". لنتأمل.. ما هي الأسباب التي قد تدفع قوما إلى أن يهجروا فردا ما؟ 1# إن كان هذا الفرد مخالفا لهم، في فكره أو في سلوكه.. 2# إن كانت مصاحبة هذا الفرد تسبب المشاكل و إن وافقوه في منهجه. كأن يكون مطلوبا للعدالة.. 3# و كذلك، قد يكون هذا الفرد محط أنظار الناس جميعا. لكنهم قد ينشغلون بغيره فينسوه مع الزمن، فيكون بمنزله المهجور. انطلاقا من هذا، يمكن أن نفهم بشكل أوضح معنى أن تهجر القرآن! 1# إذ إن منهج التربية و التخلق بالقرآن مخالف تماما لما عليه عموم الناس في زمننا هذا. و ما التعب و العناء اللذان نشعر بهما عند مكابدة آية واحدة ـ أنى كانت ـ إلا دليل على أننا في واد و القرآن في واد آخر! 2# و هذا بالضبط ما يجعلنا نتلكأ في منهج تلقي رسالات القرآن. نحن نخاف أن نواجه أنفسنا أو مجتمعنا بحقائق القرآن الصارمة، نعم نخاف! و إنه ليُخشى علينا أن نظل نراوح أماكننا طويلا إن لم نتحل بذات الشجاعة التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم، و التي أهلت بعضهم لأن يتلقى القرآن كاملا في بضع و عشرين سنة فقط! 3# و أخيرا، فإن القرآن قد كان في فترة ما المرجع الأساس لبعض "قيادي" الدعوة الإسلامية. فهل ما زال الأمر على ما كان عليه؟ : "ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق! و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم!" و انظر حولك مليا تَرَ جليا كيف طغت الاجتهادات البشرية على القرآن حتى جعلته مهجورا! و كما قلت يا أيوب، فإن من يهجر القرآن يُخشى عليه أن يحشر مع أعداء من نزل عليه القرآن. فكيف يمكن إذن أن تقنع من يظن نفسه حامل لواء رسول الله.. أنه قد يكون ممن يعاديه في الحقيقة؟ حقا، إن هذا التغيير في النفوس قد يحتاج إلى وقت طويل! و أضم صوتي إلى صوتك بأن نعيش يومنا مع آية أو أكثر. فما من شيء يثبت الفؤاد وسط المحن أكثر من أن تحس بأن الله يكلمك! ألا ترى أن كلمة من الأم ـ و إن كانت لا تقدم حلا عمليا ـ تزيل أطنانا من الهموم؟ فكيف بكلام الله و هو أرحم بنا من أمهاتنا؟!
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! [FONT="] - الهدى المنهاجي:[/FONT] [FONT="]وينقسم إلى عشر رسالات كالتالي:[/FONT] [FONT="]- الرسالة الأولى:[/FONT] [FONT="]في أن هجران القرآن جريمة في الدين! سواء كان ذلك استخفافاً به ومحاربةً له وعدوانا عليه، وهذا هو الكفر العقدي الصريح. أو كان إهمالا له واشتغالا بغيره على سبيل اتباع الهوى والتشهي، كما هو غالب أحوال الأمة اليوم، وهذه كبيرة من أعظم الكبائر! وكفى بأوضاعنا المتردية الهالكة دينا ودنيا، دليلا قاطعا على حجم الخسائر المادية والروحية، التي تجنيها الأمة بسبب هجرها لكتاب الله! وقد سبقت بشارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما في التمسك بالقرآن من الفضل العظيم، والأمان التام للمسلمين في الدنيا والآخرة. [FONT="]فقد دخل عليه الصلاة والسلام المسجدَ يوما على أصحابه، ثم قال: (أبشروا.. أبشروا..! أليس تشهدون ألا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا : بلى، قال : فإن هذا القرآن سَبَبٌ، طرفُه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به! فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً!)([FONT="][1][/FONT])[/FONT][/FONT] [FONT="]- الرسالة الثانية:[/FONT] [FONT="]في أن الخروج عن منهاج القرآن في الدعوة والتجديد ضرب من الهجر المنهاجي للقرآن! وهو انحراف – لو تدبره الناس - شنيع! وقد يتخذ هذا النوعُ من الهجر صورا شتى، منها عدم الاشتغال بنصوصه تلاوةً وتربيةً وتداولاً في الصف الإسلامي. ومنها عدم مراعاة أولوياته الدعوية، ومقاييسه التربوية، وحقائقه الإيمانية، في التعامل مع النفس والمجتمع. فالإعراض عنه إلى البرامج الفكرية المنفصلة، التي قد تشتغل حوله ولكنها لا تشتغل به! هو نوع من الانحراف المنهاجي الخفي، الذي قد يتطور إلى مناقضة حقائقه ومخالفة منطقه وموازينه.[/FONT] [FONT="]- الرسالة الثالثة:[/FONT] [FONT="]في أن القرآن يحمل البرنامج الكامل لتطبيقه، والمنهاج الشامل لدعوته. وأن ذلك مرتل - بمعنى منظم ومرتب - فلا يحتاج إلى تدخل اجتهادي إلا على مستوى تخريج الحِكَمِ والمناطات الدعوية وتحقيقها على حسب النوازل والمطالب المرحلية.[/FONT] [FONT="]وعلى هذا الأساس وجب تجديد الإيمان بالكتاب لدى هذه الأجيال المعاصرة! فكأن بعض المسلمين اليوم قد ضعف عندهم التسليم بهذه الحقيقة الإيمانية العظمى! فاشتغلوا في مجال الإصلاح الديني ببدائل عن كتاب الله، وبقي القرآن عندهم في الهامش بدل أن يكون في الصلب! كما تقتضيه الكلمات القرآنية موضوع التدارس في مجلسنا هذا، وكما تقتضيه حقائق السيرة النبوية المتواترة![/FONT] [FONT="]فالرسالة اليوم هي تجديد الإيمان بالكتاب، ليس باعتباره مصدرا للتربية فحسب؛ ولكن باعتباره برنامجا لها أيضا، وهذا هو الأساس! فهو البرنامج الإلهي للعمل الإسلامي، سورةً سورةً، وآيةً آيةً! وعلى قدر علو قدم المؤمن في معراجه يكون صلاحه وقربه من الله، فرداً وجماعةً. فلا اشتغال إلا به وفيه! فهو الطريق الواضح إلى الله وما سواه حُجُبٌ عن الله![/FONT] [FONT="]وعليه؛ فإن المادة الأساسية لبناء الإنسان في الإسلام تربيةً وتزكيةً وتعليماً، إنما هي كلمات القرآن! فالآية صريحة في أن "التثبيت" لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم - بما ذكرنا له من معنى بنائي تربوي - إنما هو واقع بالقرآن: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ!) فلا يحتاج إلى خلطه بغيره على المستوى المصدري، إلا ما كان من بياناته النبوية فهي منه وإليه. وهو معنى قول عائشة - رضي الله عنها - في حقه عليه الصلاة والسلام: (كانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ!)([FONT="][2]) هكذا على سبيل الاستغراق والشموال![/FONT][/FONT] [FONT="][1][/FONT] [FONT="] رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في شعبه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، وعبد بن حميد فى المنتخب من المسند. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 713.[/FONT] [FONT="][2][/FONT] [FONT="] رواه مسلم.[/FONT]
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! [FONT="] - الرسالة الرابعة:[/FONT] [FONT="]في أن الفاعل التربوي في القرآن إنما هو الله جل جلاله! (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ!) فإذا كان القرآن هو مادة التربية والتزكية فإن الله جل جلالُه هو المربِّي به وهو المزكِّي به، لكن لمن أقبل عليه بشروطه، حاملا نية الافتقار إلى الله، متلقيا عنه كلماته بمنهج القرآن، ترتيلا وترسيلا! ولذلك فالداخلُ مدرسةَ القرآن - بهذا المعنى – هو عبدٌ فَتَحَ فؤاده لكلمات الله؛ لِيُصْنَعَ على عين الله! حتى إذا تم له التخلق بحقائقه الإيمانية، كان جنديا من جنود الله! وعبدا خالصا من عباده، ومؤمنا من أهله وخاصته! وتلك هي عين الولاية الحق! وهو مقتضى قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عنه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (([FONT="]إنَّ لله تعالى أهْلِينَ مِنْ النَّاسِ: أهل القرآنِ هُمْ أَهْلُ الله، وخَاصَّتُهُ![/FONT][FONT="]))([FONT="][1][/FONT])[/FONT][/FONT] [FONT="] - الرسالة الخامسة:[/FONT] [FONT="]في أن أخذ القرآن جملة – مهما تكن له من بركات تعبدية على مستوى الذكر – فإنه مع ذلك يمنع الثمرة التربوية البنائية! حيث لا يتحقق معه التثبيت المنهاجي للقلوب، لا على مستوى الأفراد ولا على مستوى المجتمع؛ لأن فعالية الدواء إنما تكون بأخذه على فترات منتظمة، وعلى أقساط متقاربة. فقوة القرآن وعمق كلماته المرتبطة بعالم الغيب، تجعل الناظر إليه بالكلية عاجزاً عن إدراك دقائق بصائره الكامنة في كلماته! فهذه تحتاج إلى اقتراب شديد من آياته عبارةً عبارةً؛ لتحقيق الإبصار! فمن أبصر الحقائق الإيمانية أدرك آنئذ أنه لا طاقة له بأخذها جملةً، بل من أخذها جملة تركها جملة! فالعمق الروحي للآيات والثِّقَلُ الإيماني للكلمات، أعظم من أن تطيق النفس البشرية تَلَقِّيهِ إلا على مَهَلٍ! ولا يستسهل ذلك ويستصغره إلا جاهل بحقيقة القرآن! وهو مقتضى قوله تعالى: (إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً!)(المزمل: 5) وذلك ما يتطلب زمنا ليس باليسير! حيث يصير القرآن آنئذ برنامج العمر كله![/FONT] [FONT="]وعلى هذا المنهج تنـزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، على مدى ثلاث وعشرين سنة! ومن هنا أخذ الصحابة منهج التَّخَوُّلِ النبوي في التربية والإصلاح. [FONT="]فعن أبي وائل قال: (كان عبد الله [يعني ابن مسعود رضي الله عنه] يُذَكِّرُ الناسَ في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! لَوَدِدْتُ أنك ذَكَّرْتَنَا كلَّ يوم! قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكْرَهُ أن أُمِلَّكُمْ! وإني أتَخَوَّلُكُمْ بالموعظة كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنَا بها؛ مخافةَ السآمةِ علينا!)([FONT="][2][/FONT])[/FONT][/FONT] [FONT="]- الرسالة السادسة:[/FONT] [FONT="]في أن فقه الأولويات وفقه المراحل، منهج قرآني أصيل لبناء الدين وتجديده، في النفس وفي المجتمع. فمنهج التثبيت والترتيل المذكور في الآية، بما ذكرنا له من معنى تفريقي، وترسيل ترتيبـي على فترات، وعلى مهل مُقَدَّرٍ من لدن الله تقديراً، كل ذلك واضح الدلالة في أن منهج تجديد الدين لا يكون إلا بما بدأ به أول مرة! وهو مراعاة نضج الظروف والأحوال عند كل خطوة، ومراعاة المستوى التربوي والإعداد الروحي، الذي بلغه المتلقون لكلمات الله. فالبناء الشامل للإنسان لا يكون بين عشية وضحاها! بل هو سيرة حياة لجيل كامل، ولعمر كامل! وربما لم تكن الثمرة الأرضية إلا لأجيال لاحقة. والعبد إنما يشتغل في هذا الشأن لنيل ثمرة الآخرة. والله وحده هو الذي يقدر متى ومن سيشهد لحظة النصر الأرضي. والتدخل في توقيت ذلك أو التعسف في تحيينه ظلمٌ وتَعَدٍّ، وافْتِآتٌ على الله![/FONT] [FONT="][1][/FONT] [FONT="]رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير:2165[/FONT][FONT="].[/FONT] [FONT="][2][/FONT] [FONT="] متفق عليه.[/FONT]
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! [font="] - الرسالة السابعة:[/font] [font="]في بيان مفهوم "المرحلية" على موازين القرآن. ذلك أنه قد اختلط معناها على بعض الناس؛ مما أدى إلى اختلافٍ حولها شديد. فاعتبار المراحل له معنيان: تشريعي ودعوي.[/font] [font="]- فالأول: مرحلية تشريعية، وهي منهج تنـزيل أحكام الشريعة على مراحل حسب النوازل والأحوال، وبذلك تعلق النسخ في القرآن، والتأخير لبعض الأحكام إلى المرحلة المدنية. وهذه المرحلية انتهت اليوم، ولا يجوز الرجوع إليها بالتطبيق الحرفي، كما صنعه بعض الجهلة! فسكتوا عن تحريم الخمر مثلا باعتبار أنها إنما حرمت في المدينة! ونحن الآن في مرحلة مكية! وهذا ضلال مبين! فالمرحلية التشريعية قد أُغلقت إلى الأبد! وانقطع العمل بها باكتمال نزول القرآن ووفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. وإنما بقي الآن من ذلك الاجتهاد في منهج الدعوة إلى الشريعة، نعم ههنا يحضر المعنى الثاني وهو:[/font] [font="]- المرحلية الدعوية: وهي الاستفادة من مقتضيات المنهاج القرآني في اعتبار الأولويات التربوية في بناء الإنسان وتأسيس المجتمع، بالتقديم والتأخير الدعوي للقضايا الإيمانية والشرعية على حسب الأولويات البنائية. هذا على مستوى الدعوة لا على مستوى التشريع.[/font] [font="]فالمرحلية التشريعية تقرأ ههنا قراءة تربوية لا فقهية، فَتُسْتَفَادُ حِكَمُهَا لا أحكامُها! ثم تُراعى فيما يُجعل في برنامج الدعوة لهذه المرحلة دون تلك، وفيما يُتخذ قضيةً لهذه المعركة دون تلك، أو لهذه الفترة دون الأخرى. فالحكم الشرعي ثابت والمعركة حوله متغيرة على حسب الظروف والأحوال![/font] [font="]بمعنى أن بعض القضايا قد يقتضي حجمها وموقعها التشريعي في الكتاب والسنة، أن تجعل في بؤرة العمل الدعوي وفي صلبه؛ نظرا لكونها من الأصول الكبرى، التي إذا سلمت للأمة سلم لها ما ينبني عليها. بينما يكون الاشتغال ببعض فروعها تقديما عليها؛ بأن تجعل هي بؤرة العمل الدعوي، وتؤجج حولها المعارك والصراعات، ضربا من الإلهاء عن العمل البنائي الحق! وضربا من الانحراف عن منهاج القرآن في عرض قضايا الدين دعوةً وإصلاحاً. وذلك يختلف تقديره حسب الزمان والمكان؛ لأنه مرتبط بالتنـزيل التطبيقي للمنهاج الدعوي القرآني! وأهل العلم بالشريعة وبالواقع بكل مكوناته، هم المؤهلون لتقدير ذلك وتحديده.[/font] [font="]فإذا كانت قضية بلد ما، أو زمن ما، تدور بالأساس حول صُلْبِ الهوية الإسلامية مثلا، والنـزاعُ الواقع إنما هو حولها، كما هو الأمر في بعض أقطار العالم الإسلامي، فإنه من العبث آنئذ الدخول مع الناس في معارك البدع الإضافية، والانحرافات الجزئية في الدين، بل المعركة ساعتها إنما هي حول أصل الإيمان! دعوةً وتثبيتاً وترسيخاً! ولا يعني ذلك أبدا مباركة البدع، أو تشجيعها! وإنما هي معارك لم يحن أوانها بعد.[/font] [font="]كما أنه يمكن تصور ذلك دعويا على المستوى الفردي، في نوازل شتى. فعلى سبيل المثال محاولة إصلاح مسلم مبتلى بآفتين: ترك الصلاة، والإدمان على الخمر! فإذا أمكن الجمع له دعويا بين الحسنيين فعلا وتركا فبها ونعمت؛ أما إذا تبين أنه لا طاقة له في الجمع بين الفعل والترك في الأمرين معا، وأن محاولة ثنيه عن شرب الخمر لن تجعله إلا مستمرا في ترك الصلاة، فههنا يركز له على واجب أداء الصلاة أولا، وتُرْجَأُ معركة الخمر في حقه إلى حين؛ لكن بشرط ألا يعني ذلك إفهامه أن شربها مباح! بل يجب أن يعلم أنها أم الخبائث! ولكن يخاطب بالشريعة دعويا على قدر استعداده، فَيُدْعَى أولا إلى التزام الصلاة والحرص عليها، إلى أن تنبت شجرة الإيمان بقلبه! وحينها سيكون قلع آفة الخمر من حياته – بإذن الله - أيسر بكثير. ولعله يبادر هو إلى التوبة النصوح قبل ذلك![/font] [font="]فالمرحلية الدعوية تستفيد من المرحلية التشريعية حِكَمَهَا على مستوى الإصلاح والتربية، دون التطبيق الحرفي لأحكامها على مستوى التشريع والإفتاء! لأن ذلك الباب قد أُغلق بكمال الدين وتمام نزول الوحي.[/font] [font="]وكما يجري ذلك في النوازل الدعوية الفردية على المستوى الجزئي، فإنه يجري أيضا في القضايا الدعوية العامة للمجتمع على المستوى الكلي، مما يقدره فقهاء الدعوة وحكماؤها، على حسب نوازلها ومواقعها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو من أدق مواطن الفقه في الدين والدعوة معا![/font] [font="]ذلك فرق ما بين المرحلية التشريعية والمرحلية الدعوية، وهو خيط الحكمة الرفيع الذي يُجَلِّيهِ لنا القرآن الكريم بمنهاجه الترتيلي. وكذلك الأمر على مستوى جميع أنواع الانحرافات التي تحتاج إلى تصحيح، وجميع الحقائق الإيمانية التي تحتاج إلى إعادة بناء وتجديد، دائما الأولى فالأولى. دون أن يعني ذلك تغيير أي شيء من أحكام الشريعة، كلا وحاشا! ولا حقيقة واحدة من حقائقها المحكمة، أو حكما واحدا من أحكامها القطعية الثابتة![/font] [font="]فمنهج التثبيت للقلوب إنما هو قائم على بناء الفروع على الأصول، والعكس غير صحيح. وعلى حسب حجم الهدم الحاصل في المجتمع لمفاهيم الدين وقيمه، تكون أولويات العمل الدعوي ومراحله.[/font] [font="]- الرسالة الثامنة:[/font] [font="]في أن الأفئدة والقلوب الإنسانية هي الموضوع الأساس لبناء الدعوة الإسلامية، فرداً وجماعةً.[/font] [font="]القلب، أو الفؤاد، هذا المعنى القرآني العظيم، هو محل الخطاب الإلهي في القرآن الكريم. والله - جل جلاله - هو العليم بموقع القلب من الفطرة الإنسانية خَلْقاً وتقديراً. ((أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ!))(الملك:14).[/font] [font="]ومن هنا وجب عدم الاستهانة بطرق أبواب القلوب في الخطاب الإسلامي جملة، تربيةً ودعوةً، وأن الإنسان مهما تَعَقَّدَ تركيبُه العقلاني، ومهما تميَّز موقعُه الاجتماعي، إنما هو مجرد إنسان! تحكمه أحوال الخوف والرجاء، ولحظات الرغبة والرهبة، ومواقف الضعف والانهيار، والحاجة الشديدة إلى الفرار الروحي نحو الغيب! ولو كان ينكر ذلك ظاهرا ويجحده استكبارا! فالعقل البشري أنى كان، يصل بسرعة إلى لحظة العجز المطلق في تفسير قضايا الوجود، وكشف طلاسم الموت والمصير! ولا بد أن يقف الإنسان على حقائق ذلك كله في حياته؛ فلا يملك – إن لم يكن من المؤمنين بالله واليوم الآخر - إلا أن يولي هاربا من الاستغراق في تأمله! والخطاب القرآني وحده يقدم الإجابة واضحة وقوية![/font] [font="]فالاعتناء بتثبيت القلب الإنساني، بناءً إيمانياً راسخاً، من شأنه أن يوجه كل تصرفات الإنسان العقلية والمادية، ويجعلها في خدمة تجديد العمران البشري بمفهومه الإسلامي الرفيع، وإعادة صياغة الأمة على منهاج القرآن. (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)![/font] [font="]- الرسالة التاسعة:[/font] [font="]في أن الترتيل الأول للقرآن والترتيب الأول لنـزول آياته وسوره - حسب أسباب النـزول وتاريخه - كان خاصا بالتأسيس الأول للأمة الإسلامية زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فإنه لم يُحفظ بحفظ القرآن. وأن الترتيل الثاني للقرآن حسب الجمع النهائي له؛ هو لضمان استمرار الأمة، ولإعادة تجديد دينها كلما بليت حقائقُه في مجتمعها، لا لتأسيسه ابتداءً؛ ولذلك فهو الذي حُفظ بحفظ القرآن الكريم.[/font] [font="]ومن هنا فإن الحِكَمَ التي قد تفيد الأمة الآن في حاضرها، ديناً ودعوةً، مما يتضمنه الترتيب الأول، هو موجود في الترتيب النهائي المحكم، إضافة إلى ما أودعه الله - جل جلاله - في هذا الأخير من أسرار.[/font] [font="]وهذا لا يمنع الاستفادة الإجمالية، مما أُثِرَ من أحاديث موقوفة على بعض الصحابة، في ترتيب القرآن على حسب النـزول؛ استئناساً بها في منهج التعامل مع القرآن الكريم – بصورته الترتيبية التوقيفية النهائية - في المجال التربوي والدعوي خاصة. وكذا في تبين مراحل الدعوة الإسلامية في سياق التدافع البشري، والتجديد الديني للمجتمع الإسلامي.[/font] [font="]- الرسالة العاشرة:[/font] [font="]وفيها دليل على أن هذه الأمة مهما تُصَبْ بالانكسار والانهيار، فإنها لا تموت أبداً! ولذلك فإنها لن تحتاج بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا إلى تجديد البناء. فكان هذا الترتيب المتواتر للقرآن الذي يقرؤه الناس في المصاحف اليوم، هو المحفوظ المحكم بدقة متناهية، لا خلاف فيه ولا اضطراب.[/font] [font="]ومن هنا وجب على الدعاة والمسلمين أجمعين أن يستصحبوا أملا كبيرا – على قدر إيمانهم بالله ويقينهم فيه - في عودة الأمة إلى كامل عزها ومجدها، وعودة الدين وأهله إلى موقع الريادة والشهادة على الناس، متى أذِنَ الله في ذلك. وإنما على المؤمن أن يعمل متعبدا بما أمر الله من الدين والبلاغ. (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً).[/font]
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! [FONT="]4- مسلك التخلق:[/FONT] [FONT="]ومَسْلَكُ العمل بكلمات هذا المجلس يكون بالتخلق بأمرين:[/FONT] [FONT="]- الأول: صحبة القرآن لتلقي محبته، وذلك بدوام تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، قياما بسوره، وتدارسا لآياته، وتعلما لأحكامه، وتلقيا لِحِكَمِهِ. فمن تلَقَّى محبةَ القرآنِ تلقَّى محبةَ الله تعالى. وتلك هي علامة الولاية، التي نص عليها الحديث النبوي الشريف، مما يرويه أَبو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ تعالى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ! وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ!))([FONT="][1]).[/FONT][/FONT] [FONT="]وقد تضافرت الأدلة والنصوص على أن القرآن هو كتاب المحبة![/FONT] [FONT="]- الثاني: تثبيت القلب بالدخول في ابتلاء كلمات القرآن! برنامجا مرتلا ترتيلاً. وإعداده لحمل رسالته الربانية، والجهاد بحقائقه الإيمانية، ومفاهيمه المنهاجية، وترويض النفس على الصبر على ثقل أمانته! وهذا لا يكون إلا بالتحقق بالمعنى الأول، وهو القيام بالقرآن للتخلق بمقام المحبة. فالمحب يستصغر النفس والنفيس في سبيل المحبوب! ولذلك قال - جل ثناؤه - لعبده في أوائل بداية الطريق: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً! نِصْفَهُ أَوُ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً! إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً!)(1-5).[/FONT] [FONT="]فيا قلبي العليل! ويا خافقي المريض الخامل! إلى متى وأنت هكذا متواكلٌ مُتَمَنٍّ على الله بين زوايا الركود والخمول؟ إلى متى؟ وها قوافل الربانيين قد قَطعتْ فَرَاسِخَ وفَرَاسِخَ من زمن الآخرة، سيراً في طريق المحبة! يحدوها الشوق إلى الله، ويغذيها الأنس به جلَّ عُلاَه!؟[/FONT] [FONT="]ألاَ فَانْفُضْ عنكَ أدْرَانَ الترابِ يَا صَاحِ وطِرْ..![/FONT] [1] رواه البخاري. الشيخ فريد الأنصاري - رحمه الله -
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! بسم الله الرحمن الرحيم هذه الآيات هي البيان الكاشف للداء والدواء ،ولا دواء إلا ما وصفه كتاب الله،ـ وقبل الحديث عن البصائر المستفادة من كلمات الابتلاء استوقفتني عبارة أستاذنا الفقيد رحمه الله وتقبل أعماله وجعلها في الصالحات عنده : " وما ترك الله شيئا من آياته الواصفة للأدواء يتلى في كتابه، إلا لعلمه سبحانه بأن داءه سيظهر في الأمة يوما من الدهر"فهاته حقيقة ينبغي الانتباه إليها لأنها جوهرية، فما من مرض وقع للسابقين وذكره القرآن وخلده كتاب الله ، إلا وأمة الإسلام معرضة للإصابة به فتجد في صيدلية القرآن تشخيص الداء ووصفة الدواء، والمرض الذي ورد في هاته الآيات هو هجر كتاب الله بمختلف ألوانه وأنواعه وأشكاله، وهذا من أخطر الأمراض التي تصيب الأمة، لأنها تفقدها التجاوب وتضعف الإيمان وتوقع في قسوة القلب..... ولا شفاء من كل ذلك إلا بالعودة إلى كتاب الله تلاوة وتعلما وتدبرا ومدارسة وتفقها وعملا وتحكيما..... فرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتضرع إلى ربه شاكيا قومه إليه لأنهم تركوا السبيل وحادوا عنه وهجروه، والقرآن الكريم هو سبيل الهدى والرشاد ، وقد ذكر في الآية بعد اسم الإشارة :"هذا القرآن" فأفاد قربه وتشخيصه والتأكيد عليه كذلك، فالمشكلة إذن في هجران الأمة للقرآن بكل أنواع الهجر، وهي علة العلل. ثم أتبعها سبحانه بقوله: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين" وهذه من سنن الله في خلقه أن يكون التدافع والتقابل، وهذه سمة من سمات الحياة الدنيا، ويفهم من الآية أن الذي يحول بين الناس وبين كتاب الله هو عدو مجرم، لكنه سبحانه يطمئن رسوله إلى الحقيقة الكبرى التي ينبغي أن لا ينساها أو يغفل عنها لأنها زاد له عليه الصلاة والسلام ولكل داعية يسير على خطاه : فلا تيأس وكفى بالله هاديا للمجرم ونصيرا لنبيه وللدعاة من بعده ، فالهداية والنصرة من الله لا من أحد سواه
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! السلام عليكم بدأت في حفظ هده السورة وبدأت أحبها من خلال التفسير الرائع لها من طرف العالم الانصاري رحمه الله فهل من مجلس تاسع و.......لنكمل حفظها وجزاكم الله كل خير ونفع بكم
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! كذلك لنثبت به فؤادك ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من منا لا يعاني من اضطرابات نفسية ، ومن رعب اجتماعي، نتيجة الخوف من مستقبل قريب أو بعيد، أو نتيجة الخوف من امتحان أو قبيل اصطدام أو نقاش أو مواجهة ؟ قليل قليل هم أولئك المطمئنون في كل أحوالهم ، فلا تزيدهم اللحظات الحرجة إلا اطمئنانا وثباتا وثقة بالله رب العالمين. فهل هناك من وسيلة سهلة تعين على بلوغ تلك المقامات ، والتخلق بتلك الصفات؟ الاضطراب النفسي مرض صدري، محله القلب، وقد أخبرنا الحق سبحانه، أن في كلامه جل وعلا شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمومنين. "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمومنين". فلا يلزمنا إذن إلا أن نبحث للداء عن دواء، في كتاب رب الأرض والسماء، ونحن على يقين بوعد الله بالشفاء. ودواؤنا هنا هو من سورة الفرقان: "كذلك لنثبت به فؤادك" فإن تلاوة مقاطع من القرآن الكريم بتدبر، لمن أعظم المثبتات للقلوب خصوصا في أوقات المحن. وبيان ذلك، أن كلام الله يعظم كثيرا في عين متدبره، فيصير بذلك كل ما سواه صغيرا في عينه. فعندما يقرأ الإنسان مثلا آية الكرسي بتدبر تام، قبيل امتحان أو اختبار أو موقف حرج، فإن المرء يسيح في عظمة الله، فينسى بذلك ما حوله من أجواء، حتى إذا رجع إلى غمار مسألته، هان كل شيء في عينه، فكان من المطمئنين، وكان من الثابتين. ذلك، وإنما الثابت من ثبته الله، وإنما الموفق من وفقه الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! بسم الله الرحمن الرحيم جزاكم الله خيرا كثيرا على هذه المدارسة التي تخيف فعلا !!! نعوذ بالله أن نكون من الهاجرين للقران من حيث لا نعلم !!و نعوذ بالله أن نحرم صحبة القران!! يا الله رد بنا إليك ردا جميلا
رد: المجلس الثامن : في مقام التلقي لمنهاج القرآن، وبيان جريمة هجرانه! بسم الله الرحمن الرحيم جزاكم الله خيرا يا رب نعوذ بك أن نحرم حلاوة القران نسألكم الدعاء مع الأمة وأن نخصص في شهر رمضان هذا العام دعوة خاصة للأمة الجريحة الهاجرة للقران ... لكي لا نكون من الذين شكى منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم