المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

الموضوع في 'سورة الفرقان' بواسطة المدير العام, بتاريخ ‏24 فبراير 2010.

  1. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة


    [FONT=&quot]المجلس العاشر:

    [/FONT]​
    [FONT=&quot]في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!
    [/FONT]​
    [FONT=&quot]والعمى عن حقائق الإيمان والتوحيد!


    [/FONT]​
    [FONT=&quot]1- كلمات الابتلاء:[/FONT]

    [FONT=&quot]وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)[/FONT]


    [FONT=&quot]2- البيان العام:[/FONT]

    [FONT=&quot]"رسولُ الله"! - صفةً ووظيفةً - لَقَبٌ لكل عبد أرسله الله.. فما أعظمها من سيماء وما أكرمها! وكفى بها شرفا لعبد من عباد الله! إذ اصطفاه الله بها من دون العالمين! ذلك فضل عظيم، لكنه عَامٌّ في كل الرسل والأنبياء.[/FONT]

    [FONT=&quot]أما ههنا فله خصوص وأي خصوص! فسيماء "رسول الله" جاءت بهذه "الكلمات" في حق خير خلق الله، محمد بن عبد الله، أفضل عباد الله في الأرض، وأفضلهم في السماء! إنه إمام الرسل والأنبياء! سيدنا محمد! المرجو شفاعته بين يدي الله، يوم يتأخر عنها الأنبياء جميعا! إلا محمدا بن عبد الله، المأذون وحده من عند الله! قال عليه الصلاة والسلام: ([FONT=&quot]أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر! وبيدي لواء الحمد ولا فخر! وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي! وأنا أوَّلُ شَافِعٍ وأوَّلُ مُشَفَّعٍ ولا فخر!)([1])[/FONT][/FONT]

    [FONT=&quot]ألاَ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وعلى سائر الرسل والأنبياء![/FONT]

    [FONT=&quot]فمن ذا قدير على إيذاء سيدنا محمد؟ ومن ذا قدير على التطاول على مقام سيدنا محمد؟ ومن ذا قدير على الاقتراب من شعاع سيدنا محمد، أو من وهج نجمه ونور مداره؟ كيف وها هو ذا - عليه الصلاة والسلام – محروس في الأرض وفي السماء، ينعم بالأمان التام في جوار الله!؟ في مقامٍ من الاصطفاء والخُلَّةِ لا يدانيه فيه نبي مُرْسَلٌ ولاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ! ألاَ وإنه لا يتطاول على مجده العالي بالله، إلا مجرمٌ جاهلٌ بالله، وبمقام رسول الله! وإذن يكون من الهلْكَى صَعْقاً وحَرْقاً![/FONT]

    [FONT=&quot]ذلكم سيدنا محمد، رسول الله! صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا..![/FONT]

    [FONT=&quot]فما أشنعَها جريمةُ الاستهزاء برسول الله! والسخرية من مقامه العالي بالله![/FONT]

    [FONT=&quot]ومن هنا دَانَ القرآن الكريم ذلك الموقف المخزي، وتلك الجريمة الشنعاء، التي عامل بها الكفار - وما يزالون - رسولَ الله إلى العالمين أجمعين! (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً)؟! لقد خاطب الله - جل جلاله - نبيَّه الحبيب عليه الصلاة والسلام مواسيا ومطمئنا بكلمات الرحمة والجمال، مبينا شناعة ما صنع هؤلاء الكفرة الجهلة! المنكرون ليوم البعث، الجاحدون لرسالة الإسلام، وكيف أنهم إذا رأوه استهزؤوا به قائلين: أهذا الذي يزعم أن الله بعثه إلينا رسولاً؟ تنقيصا من قدره، وتسفيها لحِلْمِهِ! بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام! لكن سخريتهم تحمل نقيضها في نفسها، فهم يعترفون له في الوقت نفسه بقوة الحجة والبرهان! ولذلك قالوا: إنه كاد أن يصرفنا عن أصنامنا بقوة بيانه! لولا أن ثَبَتْنَا على عبادتها! لكن الله جل جلاله يتولى الإجابة بنفسه سبحانه! منذرا بالمآل الرهيب الذي ينتظر هؤلاء الذي سخروا من رسول الله ورسالته! وأن الحقيقة التي ينكرونها اليوم سيرونها غدا، عذابا شديدا يوم القيامة! سيرونها عيانا حينما يكونون في قعر جهنم يتلظون بحقيقة جحيمها الأليم! وآنئذ يعلمون مَن أضلُّ ديناً وطريقاً! ومن أسفه عقلاً وقلباً! هم أم محمد صلى الله عليه وسلم؟[/FONT]

    [FONT=&quot]ثم يسأل سبحانه رسولَه سؤالَ تنبيه وتوجيه، في حوار تأنيسي جميل، فيه من إبداء اللطف والود والنصرة لنبيه ما يملأ القلب أنسا بالله، مُعَجِّباً مِمَّنْ أطاع هواه كطاعة الله، فجعل من شهواته وَثَناً يعبده من دون الله: أرأيت - يا محمدُ - هذا الجاهل بالله، المستكبر عن عبادته، المنتشي بتمجيد ذاته وهواه؟ أفأنتَ تكون عليه وكيلا ونائبا حتى تردَّه إلى الإيمان؟ وهل يمكن لأحد أن ينوب عن أحد في اتخاذ قرار الإيمان؟ وإنما الإيمان قضية عقدية ذاتية، ومسألة وجدانية روحية! كلا! فإنما هو هداية من الله![/FONT]

    [FONT=&quot]أم تظن - يا محمد – أن أكثر هؤلاء الكفار يسمعون آيات الله بقلوبهم، أو يَعُونَ ما فيها بعقولهم؟ كلا! كلا! إنهم محجوبون بِكِبْرِهِمْ وكفرهم عن الوعي الوجداني والإدراك الروحي للحقائق والأشياء! فما هم في الواقع إلا كالبهائم، التي لا تسمع بوعي ولا تدرك بعقل! إنهم وإياها - في عدم الانتفاع بما يصل إلى ظواهر آذانهم - سواء! بل هم أضل منها سبيلاً، حالاً ومآلاً! إذ يملكون من المؤهلات - التي جعل الله لهم خِلْقَةً وفِطْرَةً - ما لا تملك هي! لكنهم عطلوها ظلما واستكباراً؛ فكانوا بذلك شَرّاً مكاناً وأضلَّ سبيلاً![/FONT]

    [FONT=&quot]فما قيمة سخرية أو هزء يصدر عن أمثال هؤلاء إذن؟[/FONT]



    [1] أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد مرفوعا. وقال الشيخ الألباني : "صحيح". حديث رقم : 1468 في صحيح الجامع.



    المجال مفتوح لكل الإخوة لمدارسة هذه الآيات الكريمة
    على أن يختم المجلس بكلام الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله بعد حوالي 10 أيام




     
  2. أمين

    أمين مشرف

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    حقيقة ما أعظم كتاب الله عز وجل!!

    وصدق ربنا سبحانه حينما قال عن القرآن أنه نور
    لأنه ينير خاقا الطريق للسالكين ليسلكها الإنسان بيسر وأمان


    من أهم المعاني التي استخرجتها:

    1- أن كل رسول وكل داعية لله عز وجل مبتلى في طريقه.
    فماذا تفعل أيها الداعية إلى الله حينما ترى أمامك "عدوا من المجرمين" ممن "يتخذونك إلا هزؤا "؟؟

    بالإضافة إلى الآية العظيمة التي جاءت في المجلس السابق
    والتي تبعث الطمأنينة و السكينة في كل موقف إيذاء "وكفى بربك هاديا ونصيرا"، تأتي آية اليوم تثبت الدعاة إلى الله عز وجل :
    [font=&quot]وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً
    أي هناك يوم سيندمون فيه على ما قاموا، وسيعزك الله تعالى وينصرك عليهم، فلا تحزن لما يفعلون!! وهنا عودة للآخرة ودعوة لتذكرها في كل وقت وحين بغية العيش لأجلها لا لأجل هذه الدنيا الفانية.


    2 - خطورة اتباع الهوى: وهذه تذكرة لنا لنراجع نياتنا ونَصدق ربنا عز وجل: هل نتبع ما أمرنا به أم نتبع هوانا؟ ولذلك الأمر يحتاج إلى محاسبة دائمة وآنية في كل لحظة، وإلى أن يكون للإنسان ميزان يقيس به الأمور قبل القيام بها، وهو القرآن الكريم وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم أي ميزان الشرع، فيتحرك الإنسان بما أمره الله تعالى ويبتعد عما نها عنه، فيسلك الطريق بإخلاص تام وبمنهج قويم يحدده رب العباد.

    [/font][font=&quot]

    [/font]
     
  3. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بمقدار علو مكانة المرء عند الله، بمقدار ما يكون البلاء شديدا، ففي الحديث الصحيح، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على قدر دينه ، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه ، و إن كان في دينه رقة ، ابتلي على حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة " ؛ و من أعظم مظاهر البلاء، الشتم والسب؛ و تسليط الشيطان لجنوده من الإنس الجن على العبد الصالح، يعتبر آخر مراحل محاولات إبليس اللعين، في صرف الناس عن الدعوة والدين، وسب الناس وشتمهم يقع شديدا على النفس، ولكن سب ذوي القربى يعتبر أشد: "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد" ،فكيف إذن لقلب رقيق كقلب رسول الله أن يثبت ويتحمل لولا أن نزلت هذه الآيات لتخفف وطأة الألم من على قلبه صلى الله عليه وسلم،" ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك، وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء، وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة علمك ما لم تكن تعلم، و كان فضل الله عليك عظيما" ، فتحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك التثبيت الرباني العظيم، كل أنواع الأذى والسخرية والتهكم الموجهة إليه من طرف كفار قريش، ومع كل ذلك، ظل صلى الله عليه وسلم يدعو لهم : "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"، ويرقق الكلام معهم، بالحكمة والموعظة الحسنة،حتى هاجر إلى المدينة المنورة، وتمر الأيام، وتقلب الموازين، ويأتي فتح مكة، فرصة مناسبة للانتقام من كل ما مضى، فماذا فعل رسول الله بعد أن صاروا أسرى بين يديه، لا حول لهم ولا قوة، أيقتلهم؟ أيذبحهم؟ أينفيهم على الأقل كما نفوه؟ حاشاه حاشاه، فماذا ياترى عساه يفعل؟
    عفا عنهم وقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، كيف لا يفعل وقد شهد الله جل وعلا له بحسن الخلق قبل فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم"، كيف لا يفعل وقد عُلِمَ أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط، وما غضب لنفسه قط، إلا أن ينتهك حد من حدود الله، فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على خير خلقك محمد وعلى آله وصحبه.
    "لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" ؛
    إن من سار في طريق الدعوة إلى الله صدقا ، فليستعد لتحمل جميع أنواع الأذى النفسي والمادي والمعنوي، وما حديث أشد الناس ابتلاءً منا ببعيد، فبمقدار دين المرء يكون ابتلائه، وإن من شق طريق الدعوة إلى الله، فقد بلغ درجات عليا في دين الله، "و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله"؟ فإذن سيكون معرضا لجميع أنواع وألوان الأذى و السخرية والاحتقار، وإننا جميعا، لنود أن نكون من حمال رسائل القرآن إلى الناس أجمعين - نسأل الله تعالى أن يقبلنا وأن يوفقنا لذلك - ، فلذلك إذن أحبتي في الله، وجب علينا أن نعد أنفسنا من الآن، إلى تحمل المشاق والمكابدات، وإلى التخلق بخلق الحلم العظيم، حتى لا نتفاجأ بوعورة الطريق، وخيانة الصديق، وكثرة النهيق، نسأل الله أن يوفقنا لذلك، فلنصبر كما صبر رسول الله، ولنستعد إن كنا فعلا نود القيام بهذا الدور العظيم، وإن لم نكن كذلك، فعلينا من الله السلام، لأن الله حينئذ سيستبدلنا بغيرنا، لأن الدين دين الله، وهو منصور بنصر الله ، سواء عملنا نحن فيه أم لم نعمل، وإنما نحن الذين نتشرف بهذا المنهج، ونحمد الله عليه، ولا نمن على الله، وإن نحن أبينا الذهاب والعمل مع الله، فالمصير المؤلم هو: "وإن تتولو يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، نسأل الله النجاة والإخلاص في القول والعمل.
    فلنشمر على ساعد الجد إخوتي، راجين في ذلك الأجر من الله وحده لا من سواه، عسانا نظفر باختيار الله، وباصطفاء الله، وبحب الله، ولنتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا قدوة وسراجا منيرا، من خلال هذه الآيات بالتخلق بخلق الحلم، والعفو والصفح، وبحمل هم هذه الأمة المباركة،
    فإن صبرنا فلن نندم أبدا بإذن الله، وسنفرح عند لقاء الله وعند لقاء رسول الله، فالصبر الصبر إخوتي، فإن الطريق من هنا.... من هذا القرآن.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     
    آخر تعديل: ‏23 نوفمبر 2010
  4. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما ذكر الله تبارك وتعالى الهوى في القرآن الكريم قط إلا ذمه، فالهوى فاتحة كل شر، ولم يذكر الهوى في القرآن الكريم ممدوحا البتة، فالهوى فاتحة كل شر، وكله شر، ولا يقوم إلا بالإضلال عن طريق الله: "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا سوء الحساب"، فإما اتباع طريق الله، وإما اتباع الهوى، وخطورة اتباعه تكمن في أنه يستشري في النفس كما يستشري السرطان، فلا يترك الإنسان إلا وقد أهلكه، فيصبح الإنسان، لا يتحرك خطوة إلا بعد أخذ الإذن من هواه، إن وافقت نفسه وهواه فبها ونعمت، وإن لم توافقه ردها ولو كان أمرا ربانيا والعياذ بالله، فيصير بذلك عبدا، ليس لله، لكن لهواه، فيصبح الهوى إلاها يعبد من دون الله، "أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً "، فحينئذ تعمى البصائر، وتصم الآذان عن غير ما يمليه الهوى، وذلك هو الخطر بعينه، "صم بكم عمي فهم لا يعقلون"، "وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون"، ينظرون بأعينهم، نعم، ولكن بصائرهم عمياء، "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، نسأل الله العافية، ولذلك قال الله تعالى فيهم بعد مباشرة: "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً"؛ وما ذلك إلا بسبب اتباع الهوى المذموم عند الله وعند رسوله، وهكذا فهم سلف هذه الأمة الصالح، فصاروا يضادون هواهم حتى وإن كان في أمر مباح، تدريبا لأنفسهم على ترك الحرام، حتى إذا وضع الإمتحان والإبتلاء في الحرام، وجدوا أنفسهم قد اكتسبوا مناعة ضد هواهم، فسهل عليهم الامتناع عن ما حرم الله والامتثال لما أمر الله،
    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ****** إن التشبه بالكرام فلاح
    أو كما قال الشاعر، فإذن، نستفيد من هذه الآيات، أن اتباع الهوى قد يؤدي بالمرء إلى عمى في البصيرة والعياذ بالله، فيصير قلبه بذلك "أسود مرباذا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" كما في التعبير النبوي، نعوذ بالله من الهوى وما قرب إليه من قول أو عمل؛
    وإنما الحل، أن يجاهد الإنسان نفسه، ويصبر ويتحمل، ويقبض على الجمر، خصوصا في زمان الفتن هذا، نسأل الله النجاة من الفتن جميعا، ويستعين في ذلك بالله وحده، مدركا أنه لا حول له ولا قوة، إلا بإعانه الله له، نسأل الله أن يعيننا على طاعته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     
    آخر تعديل: ‏1 مارس 2010
  5. سعد

    سعد مشرف ساحة الدعوة الإسلامية

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    السلام عليكم و رحمة الله،

    لاحظوا إخوتي في قوله تعالى : "أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً"، كيف نُسٍب الفعلُ إلى الإنسان نفسه. وهذه نقطة بالغة الأهمية : إنها تعني أن من "ابتلي" بالمخدرات مثلا، أو بمصيبة أخرى عافانا الله و إياكم، فإنما هو نفسه الذي اتخذ هذا القرار في البداية. أما إبليس فلم يكن إلا مرشدا، و لم يكن له عليه من سلطان إلا أن دعاه فاستجاب له.

    فإذا وقع الإنسان إذن في الإدمان ـ أنى كان نوعه ـ فليعلم أنه يتحمل المسؤولية كاملة.. و لا داعي لأن يلصق المسؤولية بالمجتمع أو البيئة أو الوالدين، أو أن يقول بلسان حاله : "لو أن الله هداني لكنت من المتقين"! كلا. إنما هو الذي اتخذ إلهه هواه..

    فإن أقر بمسؤوليته و اعترف، يدرك عندئد أن الحل عنده هو وحده، و ليس بيد أحد غيره. "أفأنت تكون عليه وكيلا"؟ كلا! إذن تكون الخطوة التالية هي القرار الجازم بالخروج من دوامة الإدمان، و اليقين بأن النفس التي جنت عليه بداية هي التي تقدر أن تنجيه ختاما.

    ثم الخطوة الأخيرة هي المجاهدة. فإن السباحة عكس التيار شديدة و صعبة، و إن الغرق لمرة أو مرتين أو مرات.. لا ينبغي أن يحبط المدمن و يفت من عزيمته. بل عليه أن يعيد الكرة و إن سقط، و يواصل المحاولة تلو المحاولة..

    و تسألني أيها المدمن المسكين : أنت لا تعيش ما أعيشه من الجحيم و لن تفهمني..هل هنالك فعلا أمل في الخروج من المستنقع؟ و لا أملك أن أجيبك بشيء إلا بهذا : و ما هو ظنك بربك يا أخي؟ أتظنه يتركك تغرق و أنت تتشبث ـ صادقا ـ بطوق النجاة؟

    "و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا"...​
     
    آخر تعديل: ‏3 مارس 2010
  6. محمد

    محمد مشرف ساحة القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عل

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    السلام عليكم و رحمة الله

    الحمد لله على نعمة مجالس القرآن.

    مما يسترعي الإنتباه في هذه الآيات القلائل تكرار لفظ " أضل سبيلا ".و هذه نتيجة واحدة لمقدمة أولى هي "إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً " ولمقدمة ثانية هي "
    [font=&quot]مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ".[/font][font=&quot]و في هذا الحكم [/font][font=&quot]بدءا [/font][font=&quot]من النذارة ما فيه من مغبة الإستهزاء بالرسول عليه الصلاة و السلام ، و السخرية من سنته تبع لذلك.
    ثم إن ثمة تسلسلا بين المقدمتين : ف
    [/font]" أضل سبيلا " الأولى هي أكثر تجليا " حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ" و هذا في الآخرة، أما الثانية فقرنت ب "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ " و هذا الفعل إنما يكون في الدنيا.
    فكأني بهما مقدمة واحدة هي
    " [font=&quot]مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ " أعقبت [/font]"إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً "،و هذا واضح إذ لا غرو أن من وله بهواه اتخذ ما دونه هزؤا، ولما كان سبيل النبي [font=&quot]عليه الصلاة و السلام منزها عن أي هوى[/font][font=&quot] " [/font][font=&quot]إن هو إلا وحي يوحى " اتخذ بذلك هزؤا فكان الجزاء [/font]" أضل سبيلا " وكل سبيل غير سبيله صلى الله عليه و سلم هي حتما أضل سبيلا.

    اللهم إنا نعوذ بك من كل هوى متبع وأحينا اللهم على سنته و توفنا على ملته بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم.



    [font=&quot]
    [/font]
     
  7. محمد الفاتح

    محمد الفاتح الإشراف

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    ]بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
    فهذه الآيات البينات إن ربطناها بسابقاتها لأدركنا عجز الكفار والمنكرين وضعف حجتهم واستدلالهم عند بزوغ الفجر وظهور شمس الحق، فتجدهم -لعجزهم وضعفهم- ينتقلون من مناقشة القضية بالحجة والدليل إلى شيء خارجها وهو الاستهزاء والسخرية بالرسل والدعاة ، وهذا حالهم دائما يسجله القرآن الكريم لتكرره واستمراره في كل الأوقات والأزمان فليكن الدعاة على وعي بهذا الأمر، فلا يحفلوا بسخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين، فلقد كذب الرسل من قبل واستهزئ بهم وسخر منهم ، ولكن العاقبة للمتقين والغلبة لجند الله الصابرين.وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون)
    وحقيقة أخرى لا ينبغي أن نغفل عنها أن الهوى هو شر إلاه عبد في الأرض، والانسان هو المتخذ له إلها كما ذكر ذلك أخونا سعد الذي أبصر تلك الحقيقة ونبه عليها جزاه الله خيرا وزاده توفيقا وسدادا،فالإنسان هو الفاعل وهو الذي يتخذ إلهه هواه، فلنحذر من ذلك، فأخوف ما ينبغي أن نحاف على أنفسنا منه -كما يروى عن علي كرم الله وجهه- اثنتان: اتباع الهوى وطول الامل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة . قال تعالى مخاطبا رسوله داود عليه السلام(يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)
    واتباع الهوى هو المانع من اتباع الحق والاستجابة لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم)،فلنحذر من اتباع الهوى واتخاذه إلها من دون الله
    ويعقب الله عز وجل على ذلك ببيان سبب آخر للضلال وهو فرع عن اتباع الهوى، إنهم لا يسمعون ولا يعقلون، ولذلك فهم أضل من الأنعام لأنها تؤدي وظيفتها التي خلقت لها وإن لم تكن تسمع أو تعقل أما هؤلاء فضلوا عن الحق ولم يسمعوا ولم يعقلوا فكان مآلهم عذاب السعير والعياذ بالله (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير)[/]​
     
    آخر تعديل: ‏7 مارس 2010
  8. خادم الدين

    خادم الدين الإشراف

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!


    باسم الله الرحمان الرحيم
    و الصلاة و السلام على رسول الله
    تقبل الله منكم جميعا أيها الأحبة في الله
    و جزاكم الله خير الجزاء على سهركم على هذه المجالس المباركة و التي و الله غيرت في نفوسنا الكثير بفضل الله ,فالحمد لله أولا و آخرا .
    أحبتي في الله ,من بين المعاني التي يمكن استخراجها من هذه الايات الجليلة ما يلي :

    • أن كل من سار على نهج الرسول صلى الله عليه و سلم فسوف يتعرض للايذاء,لذلك لا بد أن يضع كل شخص يريد الاصلاح في الأرض نصب عينيه هذا الأمر !
    و دليل ذلك كثير في القرآن الكريم فتأملوا :
    وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ الأنعام 10
    وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ هود 38
    و قد سخروا أيضا من المؤمنين :
    زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ البقرة212

    و العجيب في الأمر أن هؤلاء المكذبين بدل أن ينشغلوا بأنفسهم ,انشغلوا بالمؤمنين و كأنهم حافظون عليهم ,تأملوا قوله تعالى :
    { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) المطففين.
    فما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ,و ا كلفوا بهم .فلم اشتغلوا بهم و جعلوهم نصب أينهم ؟
    و تأملوا الان قوله تعالى :
    { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ } [المؤمنون: 108 -111].


    سبحان الله ,عندما انشغلوا في الدنيا بالمؤمنين أنساهم ذلك ذكر الله تعالى فكانوا يوم القيامة من الخاسرين ! فلنحرص نحن أيضا على الانشغال بأنفسنا و ترك ما لا يعنينا امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره.

    يبقى السؤال المطروح ! كيف يواجه الانسان أنواع الايذاء هذه ؟ هل ينشغل عن الدعوة الى الله بالرد على المجرمين ؟
    أرجو من الله أن أجد الجواب الشافي عند أحدكم ,و لكن المتأمل في آيات الله يحد أن الله تعالى كان يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم بالصبر و التسبيح و الصلاة ...تأملوا قوله تعالى :
    فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى
    طه 130
    وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا المزمل10
    اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ص17

    • الاستهزاء بسنة النبي صلى الله عليه و سلم و الاستكبار عنها يعمي البصرة :
    تأملوا قوله تعالى في سورة يس : { إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)
    إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ :قال ابن كثير في تفسيرها إنا جعلنا هؤلاء المحتوم عليهم بالشقاء نسبتهم إلى الوصول إلى الهدى كنسبة من جُعل في عنقه غل، فجَمَع يديه مع عنقه تحت ذقنه، فارتفع رأسُه، فصار مقمَحا.
    و هذا مصير من تكبر عن آيات الله و اتخذها هزؤا!
    تأملوا أيضا هذه الايات العجيبة في سورة الحجرات : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)
    نعم ,مجرد الجهر بالقول عند رسول الله صلى عليه و سلم يحبط العمل ,فكيف لمن استهزأ به و بما جاء به من الحق !
    و قال تعالى في سورة البقرة : قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

    • عمى القلب يجعل المرئ لا يبصر الحق و لا يسمعه :

    قال تعالى

    خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ البقرة 7

    وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ البقرة 171

    أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ الأعراف 100

    فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا النساء 155

    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الأعراف 179


    و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ قال :ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب.
    و هنا تظهر أهمية الاعتناء بالقلب , و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة ,فعن شهر بن حوشب قال قلت لأم سلمة رضي الله عنها يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك رواه الترمذي وقال حديث حسن

    و الله أعلم

    صل اللهم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين
     
  9. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!

    - الهدى المنهاجي:


    وينقسم في هذا السياق إلى خمس رسالات هي كالتالي:


    - الرسالة الأولى:

    في أن المسلمين اليوم قد غفلوا – إلا قليلا - عن المقام المجيد الذي لرسول الله، عليه الصلاة والسلام؛ فغمطوه حقه العظيم وخانوا رسالته إلا قليلا! فدعك من المظاهرات والمسيرات التي تخرج من هنا وهناك؛ تنديدا بمتعصبي اليهود والنصارى، كلما صدرت عنهم إساءةٌ لسيدنا محمد، فألئك إنما هم اليهود والنصارى!

    ولكنْ، ما بالنا نحن المسلمين اليوم نرفع أصواتنا بالدفاع عن سيدنا محمد، ونحن أول من يخون رسالة سيدنا محمد؟! وأول من ينتهك الحرمات التي أسسها سيدنا محمد! والحدود التي حدَّها سيدنا محمد! والشريعة التي جاء بها سيدنا محمد! فأنى لمن خان سيدنا محمداً أن يكون نصيرا لسيدنا محمد؟ وأنى لمن شذ عن قافلة سيدنا محمد أن ينال رضى سيدنا محمد؟ أوليس يوم القيامة يُطْرَدُ قومٌ من أمة سيدنا محمد عن حوض سيدنا محمد؟ ذلك نذيره الواضح الصريح من قوله صلى الله عليه وسلم: (ألاَ لَيُذَادَنَّ رجالٌ عن حوضي كما يُذَادُ البعيرُ الضال! أناديهم: ألاَ هَلُمَّ! ألاَ هَلُمَّ! فيقال: إنهم قد بدَّلُوا بعدك! فأقول: سُحْقاً! فَسُحْقاً! فَسُحْقا!)([1])


    - الرسالة الثانية:

    في أن أداء حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، إنما يكون باتباع سنته، والوفاء بأمانته، والبلاغ لرسالته! تلك هي النصرة الحقيقية لمقامه، والذود الصادق عن شرفه. ومعلوم أن التأهل والتأهيل لذلك كله لا يكون إلا بالدخول في الابتلاء بمنازل أخلاقه، اقتداءً بإمامته صلى الله عليه وسلم في ترقي معارج القرآن! ونيل شرف أُخُوَّتِهِ وجمال مَعِيَّتِهِ! وباب ذلك هو قول الله جل جلاله: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ! وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ. تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ!)(الفتح: 29). فتَدَبَّرْ يا قلبي! وانظرْ ما حظك من هذه الصفات؛ تعرفْ مقامَك من نصرة سيدنا محمد!


    - الرسالة الثالثة:

    في التحذير مما تبثه وسائل الإعلام المعادية للإسلام ظاهرا أو باطنا، من دس خفي للمصطلحات المضلِّلةِ للعقول، والمفاهيم المحرِّفة للمعاني، دِيناً وثقافةً وسياسةً! وما تقوم به من قلبٍ للحقائق وتحريف! فذلك دَيْدَنُ الكفار ومنهجهم الثابت في كل عصرٍ وفي كل مَصْرٍ، كلما أعيتهم الحجة في مواجهة الحق. حيث يلجؤون إلى تحريف الكلمات عن مواضعها، واصفين الحق بعبارات الباطل، وواصفين الباطل بعبارات الحق! ثم يصرون على تداول ذلك وفرضه على العالم استعمالا وتوظيفا؛ حتى تنطلي الحيلة تحت التأثير النفسي والإعلامي على كثير من الناس، بمن فيهم من الشعوب الإسلامية نفسها! ولذلك سجله القرآن ليحذره المسلمون، وليفضحه العلماء والدعاة إلى الله! فانظر إلى وصف الكفار لفعل رسول - الله صلى الله عليه وسلم – بـ"الإضلال" وإنما هو جاء بالهدى! (إنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنَ آلِهَتِنَا!) فهو عين الأسلوب المستعمل اليوم على المستوى العالمي، حيث تقوم المختبرات اللغوية واللسانية بِسَكِّ أخبث العبارات والأوصاف، وصناعة أسوأ المصطلحات والمفاهيم! ثم تبث ذلك كله وتنشره في الناس، بما تملك من ترسانة إعلامية ضخمة؛ لمحاصرة الدين وأهله في العالم!


    - الرسالة الرابعة:

    في أن الهوى إذا تمكن من صاحبه واستحكم حتى استعبده، كان ختما على سمعه وقلبه! وتلك هي الوثنية الخفية التي تصيب المرء بالعمى الروحي! فلا تكون له قدرة – بعد ذلك - على إبصار حقائق الإيمان، مهما تلقى من المواعظ ومهما سمع من الآيات!

    وتَمَكُّنُ الهوى إلى درجة التأله والسيطرة على القلب راجع إلى الإصرار الدائم على تلبية رغائب الشهوات، والجري وراءها بلا كابح ولا جامح؛ مما يؤدي إلى إتْبَاعِ الذنوب بالذنوب، ومراكمة بعضها على بعض، بلا توبة ولا استغفار! حتى يستحكم نسيجُ حصيرِها الخَشِنِ بالقلب فَيَعْمَى! وذلكم هو الرَّانُ!

    فَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: ((كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أيكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ؟ فَقَالَ قَوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ. فَقَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ. قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ. وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: أَنَا! قَالَ: أَنْتَ؟ لِلَّهِ أَبُوكَ!

    قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ! وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ؛ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ! وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا، كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً! إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ!"))([2])

    وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نكتت في قلبه نكتة سوداء! فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقِلَ قلبُه! وإن عاد زيد فيها؛ حتى تعلو على قلبه! و هو الرَّانُ الذي ذكر الله تعالى: "كَلاَّ بَل رَّانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ!"))([3]).


    - الرسالة الخامسة:

    في أن الحرب النفسية القائمة على السخرية والاستهزاء بالرسل والدعاة، والتنقيص من شأنهم والتسفيه لدعوتهم، منهج عدواني ثابت في حرب الطواغيت للدعوة وأصحابها! فما من رسول قبل سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - إلا ولاقى من أعدائه من السخرية نفس المعاناة، وإن اختلفت صيغها وتجلياتها؛ وذلك لتحطيم معنويات الرسل والدعاة إلى الله ومن اتبعهم من المؤمنين، وحصار دعوتهم بهذا الأسلوب الخسيس؛ حتى لا تتسع دائرة الخير والصلاح في المجتمع! ومن قبل كان نوح عليه السلام يصنع سفينة الهدى والنجاة، وكلما مر به قومه سخروا منه، فلا يزيده ذلك إلا ثباتا: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ! قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ!)(هود: 38)

    واليوم لا تفتأ كثير من الجهات الضالة المضلة، تسخر من الدين وأهله ودعاته بوسائل شتى، خاصة من خلال الأفلام والمسرحيات؛ إمعانا في التضليل والتجهيل! لكنَّ المؤمن الواثق من ربه ودعوته، لا يزيده ذلك إلا يقينا في نصرة الله، وقرب وعده بالفتح المبين!


     
  10. المدير العام

    المدير العام الإدارة طاقم الإدارة

    رد: المجلس العاشر: في مقام التلقي لاستعظام جريمة الهزء بالرسول صلى الله عليه وسلم!


    4- مسلك التخلق:

    أما مسلك تلقي تعظيم قَدْرِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والتخلق الصادق بمحبته، فلا يكون إلا بمجاهدة النفس في سبيل تحقيق "معيته الروحية" عليه الصلاة والسلام! وهي مشروطة بشروطها العملية الواضحة فيما أسلفناه من قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ! وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ. تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ!)(الفتح: 29). تلك بصائرهم التي بها يتعرفون إلى الله تعالى، وبها يتعرفون على قَدْرِ نبيه - صلى الله عليه وسلم – بوصفه أَعْبَدَ الخلق لله! فقوله تعالى: (وَالَّذِينَ مَعَهُ) هو مقام المعية الروحية والإيمانية! بما يقتضيه ذلك من نصرة شديدة له ولرسالته - عليه الصلاة والسلام - ضد المحاربين من الكفار من جهة، ومن رحمة داخلية بين المؤمنين تعضد رابطة المحبة في الله من جهة أخرى. وإنه لمقام عال رفيع! وإنه لمستمر إلى يوم الدين! وإنما ناله من ناله من أهله المتحققين به، بما وصفهم الله به بَعْدُ من كونهم: (تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ!) فمن أحرز على ذلك الشرف الرباني، وجد في قلبه محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم – صدقا خالصا، وشوقا ملتهبا! وذاق معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (لاَ يُؤْمِنُ أحدُكم حتَّى أكونَ أَحَبَّ إليه من وَلِدِه ووَالِدِه والنَّاسِ أَجْمَعِينَ!)([4])

    وأما مسلك حفظ النفس من وساوس الإعلام وخطاياه، فإنما يكون بالاشتغال الدائم بتنظيف أجهزة التلقي الروحي، من سمع وبصر وفؤاد! مما تُلْقِيه وسائله من الترهات والأكاذيب! والاشتغال اليومي بتنقية القلب من الذنوب؛ بالأذكار والاستغفار! ومقاطعة الزلات، ومجاهدة الغفلات؛ حرصا على بقاء القلب موصولاً أبداً بالله! وحفظا لصفاء إبصاره للحقائق أبداً.

    [FONT=&quot]فيا قلبي الضعيف! ويا نفسي الأمارة المغرورة! هذه الشهوات تُلقى عليك ليل نهار، فهل تقدرين على كبح جماح الشهوة الخبيثة وغض لجام الطرف بقوة الفرسان إلى الأرض؛ إعراضا عن مفاتنها الشيطانية؟ أم أنك تتساقطين عليها كما يتساقط الفراش على اللهيب؟! ذاك امتحانُكِ، فادخلي كلمات الابتلاء! وهؤلاء هم الملاكئة يكتبون! ألاَ كتب الله لنا العفو والعافية![/FONT]


    [FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] أخرجه مسلم.[/FONT]

    [FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] رواه مسلم. وقوله: أَسْوَدُ مُرْبَادًّا: يعني فيه لمعَانٌ من شدة السَّوَادٍ! والْكُوزُ: الإناء كالإبريق. وكونه مُجَخِّياً: يعني مَنْكُوساً، بحيث لا يمسك ما فيه.[/FONT]

    [FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot] أخرجه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير، حديث رقم : 1670.[/FONT]

    [FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot] متفق عليه.



    [/FONT]​
     

مشاركة هذه الصفحة