]تسجيلات أبو هاجر ! يا له من صوت رخيم يرن في الأذن فتهفو الأفئدة شوقا إلى منازل الإيمان مُلقِيةً سمعها إلى فريد زمانه ينثر من مُهج قلبه لآلىء القرآن و يوزع رغيف العلم على الفقراء ! ليس النائحة كالثكلى ، قل هل يستوي الأعمى و البصير ! كان رحمه الله إذا تكلّم أسمع وهو الخطيب المفوّه ، وإذا كتب أقنع وهو الأديب المبرّز ! فاخترق القلوب بكلامه العذب السلسبيل و بهر العقول بأسلوبه السلس الأخاّذ ومنهجه الإصلاحي الوسطي ! فطفقت أغرف من قلبه الفيّاض بالقرآن و أكتب تجلّياتها على دفاتر قلبي ، فأضمّ بصائرها الحارة إلى صدري مضمدا بها جراحات قلبي ! لقد حلّ بروحي واستوطن كياني فآوى إلى قرار مكين من وجداني ! لقد أيقنت حينها أنّني على مشارف النور ، وأن الطريق ذات محالك ومهالك ! لكن سفري بعيد وزادي لا يبلّغني ، فهل من بساط ريح تحملني ـ على ثقل أدراني ـ إلى (مكناسة) الزيتون ، لعلّي آوي إلى جذع تلكم الشجرة "الفريدة"، أستروح تحت ظلّها و أعتصر من زيتونها المبارك ! كيف لا و سنا زيتِها القرآني يوقظ الهمم و يبلّغ القمم ! قد كان الشوق في قلبي قد بلغ شأوه حيث لا ينفع إلا اللّقاء ! لكن ـ لكل أجل كتاب ـ ! لقد شاء من ـ يرزق من يشاء بغير حساب ـ أن يؤتيني سؤلي فيكرمنا بلقياه لقاء يتيما ـ في دار الهجرة ـ لأقبس من سبحاته الروحية سرّا لا يزال يقبع داخل أعماق قلبي ـ لا أجد له تفسيرا ـ !