تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

الموضوع في 'مـنـتـدى مـجــالـس الــقـرآن' بواسطة فريد الأنصاري, بتاريخ ‏22 مايو 2009.

  1. فريد الأنصاري

    فريد الأنصاري الإدارة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تذكير منهجي في طريقة التدارس والتدبر لكتاب الله

    أيها الإخوة الكرام! أعضاء منتدى مجالس القرآن..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحبتي الكرام..!
    تقبل الله منكم أعمالكم وسعيكم، وجميع ما عبرتم عنه من مشاعر الخير.. وإنني كلما دخلت إلى المنتدى شعرت بأنني في مجلس قرآني حقا! فعسى أن يجعله الله مغموراً بنـزول سكينته، وغشيان رحمته، وحضور ملائكته.. ثم يكمل له المكارم بذكره تعالى فيمن عنده إن شاء الله..
    إيها الأحبة الكرام إنني مسرور جدا بمداخلاتكم ومشاركاتكم القيمة في منتدى مجالس القرآن والمنتديات الإخرى الموازية.. بارك الله فيكم جميعا!
    إن بعض تلك المداخلات يعبر عن مستوى رفيع في تذوق كلمات القرآن، وأن الإخوة بالفعل يتلقون رسالاته الربانية! وإن هذا لمجلس تشد إلى مثله الرحال! فهنيئا لكم!
    لكن ثمة ملاحظة واحدة!
    أيها الأحبة الكرام.. لقد وجدتني مضطرا لبيان أمر منهجي في التعامل مع الآيات القرآنية في سياق التدارس والتدبر..
    لقد لاحظت أننا أحيانا نغرق في التفسير.. مع أنه ليس مقصودا بذاته في هذه المجالس.. صحيح أنه خطوة ضرورية كما عبرت مراراً.. ولكن القدر القليل الذي به يتضح المعنى يكفي! ولو عمدنا إلى النقل من كتب التفسير وهي رهن إشارة كل الناس في كل المكتبات الإلكترونية والمنتديات؛ لأغرقنا هذا المنتدى بآلاف الصفحات..! ولكن من غير جديد! فلو كان القصد التفسير فقط لاكتفى كل منا بالعكوف على كتاب ما في التخصص مطالعةً إلى نهايته.. ولا شك أنه شيء مهم.. لكن ما نحن فيه أهم! لأن التفسير وسيلة، بينما التدبر غاية!
    ولذلك فالعمود الفقري لهذه المدارسات هو فيما سمي بالهدى المنهاجي ورسالاته! ثم فيما سمي بمسلك التخلق! فحول تلك القضايا ينبغي العمل والتدارس وتبادل الأفكار والتجارب! إن لفظ "الحمد" في سورة الفاتحة مثلا سواء فسر بالشكر أو بالثناء أو بهما معاً، فإن الأهم من ذلك جميعا هو معرفة كيف نكون من الحامدين لله رب العالمين؟ كيف نتحقق بمقام الحمد خلقا ثابتا وصفة راسخة؟ كيف أحمد الله على كل حال وأكون راضيا بقضاء الله وقدره في الخير والشر؟ كيف أكون بحامديتي عبدا لله؟ ثم كيف أكون متحققا بأسمائه الحسنى بما هو الرحمن الرحيم؟ كيف لا أشاهد أي شيء في الكون حولي إلا من خلال آثار رحمته تعالى؟ كيف تصبح الأسماء الحسنى مبصاراً رفيعا أو مجهرا دقيقا لتفسير كل حركة في الوجود؟ ثم كيف يكون يوم الدين حقيقة شعورية حية تنبض في عمق قلبي الليل والنهار؟ كيف أسلك بمدارج "إياك نعبد وإياك نستعين" حتى أتحقق بالفوز بصحبة الذين أنعم الله عليهم؟ كيف أكتسب مناعة ضد التأثر بالمغضوب عليهم والضالين؟ كيف أكون حقا على هدى الصراط المستقيم؟
    إن شيئا من هذه الأسئلة لن تجد له جوابا صريحا في أغلب كتب التفسير؛ لأنها لم تصنف لهذا الغرض أصلا، وإنما صنفت لغرض بيان المعنى! أما كيف أتحقق بذلك المعنى فإنما هو شأني وشأنك وشأن كل نفس في نفسها.. لأنها أمور تربوية ذات طبيعة تجريبية وجدانية! وله أصول كثيرة في الكتاب والسنة ينبغي الاستفادة منها، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو أول السالكين، وهو دليل السائرين إلى رب العالمين.. وما السنة في الحقيقة إلا ترجمة فعلية وخلقية للقرآن الكريم..
    وإن التعبير عما يجده كل واحد منا إزاء هذه الآية أو تلك من مشاعر وأحاسيس – كما هو شأن كثير من المشاركات بحمد الله – ووصف آثار الآية في النفس، وبيان وقعها على لطائفها، وتهذيبها لشذوذها وشرودها عن باب الله، وعلاجها لما تعانيه من أدوائها...إلخ، كل ذلك يساعد كثيرا على التخلق بأخلاق القرآن، والتلقي لحقائقه الإيمانية، الذي هو غاية هذا الموقع ومنتدياته كلها! ثم إن عرض المشكلات والموانع، التي قد تعوقني أو تعوقك، وتحول دون الوصول إلى هذا المقام الإيماني أو ذاك، مما تعرضه الآية وتبشر به، هو المطلوب للتداول والتدارس في هذا السياق. وحول هذا وذاك يحسن أن تدور المناقشات.. إن الذي يتذكر الآية وهو في غمرة التدافع الاجتماعي – كما قرأته في بعض المشاركات الجميلة ههنا - فيصنع بها موقفه على المستوى النفسي والفعلي.. هو الذي يكون قد اكتسب خلق تلك الآية وتلقى حقيقتها الإيمانية.. ثم إن الذي يكابد معراجها، ويتألم بتسلق جبالها هو الذي يكون قد اتخذ طريقه نحو تلقي رسالتها!
    ومع هذا فلا بأس من التنبيه على بعض المعاني التفسيرية التي أغفلها البيان العام للآية، مما لا يتحقق التدبر الأمثل للآية إلا به! فمثل هذا لا إسراف فيه، ولا شرود عن قصد مجالس القرآن إن شاء الله.. وإن بعض المداخلات هي كذلك بالفعل، وإنني لمسرور بها جدا.. سدد الله الجميع وبارك فيهم. ووفقنا لما يحبه ويرضاه آمين!
     
  2. أم صهيب

    أم صهيب عضو جديد

    رد: تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

    "وإن التعبير عما يجده كل واحد منا إزاء هذه الآية أو تلك من مشاعر وأحاسيس – كما هو شأن كثير من المشاركات بحمد الله – ووصف آثار الآية في النفس، وبيان وقعها على لطائفها، وتهذيبها لشذوذها وشرودها عن باب الله، وعلاجها لما تعانيه من أدوائها...إلخ، كل ذلك يساعد كثيرا على التخلق بأخلاق القرآن، والتلقي لحقائقه الإيمانية، الذي هو غاية هذا الموقع ومنتدياته كلها! ثم إن عرض المشكلات والموانع، التي قد تعوقني أو تعوقك، وتحول دون الوصول إلى هذا المقام الإيماني أو ذاك، مما تعرضه الآية وتبشر به، هو المطلوب للتداول والتدارس في هذا السياق. وحول هذا وذاك يحسن أن تدور المناقشات.. إن الذي يتذكر الآية وهو في غمرة التدافع الاجتماعي – كما قرأته في بعض المشاركات الجميلة ههنا - فيصنع بها موقفه على المستوى النفسي والفعلي.. هو الذي يكون قد اكتسب خلق تلك الآية وتلقى حقيقتها الإيمانية.. ثم إن الذي يكابد معراجها، ويتألم بتسلق جبالها هو الذي يكون قد اتخذ طريقه نحو تلقي رسالتها!" هذا ماقصدنا المنتدى من أجله .شكر الله لكم شيخي الفاضل وزادكم من علمه.
     
    آخر تعديل: ‏22 مايو 2009
  3. رد: تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أرجو تثبيت الموضوع لأهميته البالغة من حيث بيان طريقة العمل في المنتدى.

    أرجو كذلك من الإخوة أن نقوم بمراجعة كتاب "مجالس القران" (وهو موضوع للتحميل في الصفحة الرئيسية للموقع) ففيه بإذن الله بيان لكيفية الإشتغال في مجالس القران بما يشفي الغليل.

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
     
  4. عبد

    عبد عضو جديد

    رد: تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

    بسم الله الرحمان الرحيم
    اخاف على نفسي واخوتي بعد موت شيخنا ان نحيد على مسلك مدارسة القران المدارسة المثمرة لاخلاق عباد الرحمان .
     
  5. يوسف الدهبي

    يوسف الدهبي عضو جديد

    رد: تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذا اول مقال اقراه في هذا المنتدى و انه لمحفز قوي لقراءة المزيد.

    جزاكم الله خيرا
     
  6. أيوب

    أيوب مشرف ساحة مشاريع الفطرية

    رد: تعليق منهجي على المداخلات القرآنية بالمنتدى

    مرحبا بأخينا يوسف الذهبي، وإنا لنرجو أيضا أن يحفزك هذا الموضوع إلى قراءة المزيد، بل وإلى المساهمة بالجديد، جزاك الله خيرا أخي ونفع بك، آمين. ومرحبا بك مجددا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
     

مشاركة هذه الصفحة