حينما نختلف

[font=&quot]الاختلاف بين الناس سنة كونية وطبيعة بشرية مستقرة ومستمرة. وتباين الآراء والمواقف ووجهات النظر وتنوع الرؤى أمر طبيعي، والأمر راجع إلى تعدد زوايا الرؤية. لذا فصنيع البعض مستغرب حينما يريد أن يجعل الناس جميعا على شاكلة واحدة، فلا إبداع حينها ولا تجديد ولا تنوع، إنما هي صور وأشكال طبق الأصل لا تختلف في شيء عن النسخة الأصلية[/font]!![font=&quot] [/font][font=&quot]أما علم هؤلاء أنه لو شاء رب البرية سبحانه لجعل الناس أمة واحدة ؟[/font]![font=&quot] أم أنهم يريدون مخالفة سنن الحياة ومصادمة طبائع البشر ؟[/font]![font=&quot] [/font][font=&quot][/font]​

[font=&quot]إذا كان الاختلاف واقعا لا محالة وأمرا لا مفر منه في جل المجالات والقضايا والأحداث، فكيف نختلف إذن ؟[/font]![font=&quot] [/font][font=&quot][/font]​

[font=&quot]بعض الناس يجانبهم الأدب ويعاكسهم الخلق ويمضون بعيدا في الشدة في النقاش[/font]!![font=&quot] وبعضهم يرد على الأفكار المخالفة بغلظة وعنف لفظي ويرفع لواء التجريح والتشهير ويتكلم مع الغير بترفع وينظر إليه من عل[/font]!![font=&quot] [/font]​

[font=&quot] لكن ألا يستقيم أن نختلف بأدب وخلق ورحمة؟[/font]![font=&quot] ألا يستقيم أن نعبر عن آرائنا بطريقة جميلة مهذبة؟[/font]![font=&quot] ألا يستقيم أن نتكلم أو نرد على الأفكار المخالفة دون تجريح أو ترفع وتعال؟[/font]![font=&quot] [/font][font=&quot]ألا يمكننا أن نختلف في إطار من الود والتقدير والاحترام؟[/font]![font=&quot] [/font][font=&quot]ما للبعض يلمز غيره من طرف خفي حين الاختلاف معه في مسائل يستساغ فيها تعدد الآراء وكأنه أتى منكرا من القول وزورا؟[/font]![font=&quot] إلى متى والبعض يتغافل عن ما سجله التاريخ من صور مشرقة لكيفية اختلاف العلماء ومدى الأدب الحاصل بينهم حين علاجهم للمسائل والقضايا؟[/font]![font=&quot] [/font][font=&quot][/font]​

[font=&quot]ومما يؤسف له حقا ما يشاهده الجميع من تطاحن وعراك وسياسة الآذان الصماء بين جمع من الناس ممن لم يستقر بعد في ذهنه إمكانية وجود أكثر من رأي في قضية معينة.[/font]​

[font=&quot]إن اللازم علينا أن نتعلم كيفية تدبير الأمور وطريقة مقاربة القضايا وإدارة الاختلافات حتى يستفيد الإنسان من غيره قصد الرقي بفكره وإغناء معارفه، وحتى يفيد هو بنفسه غيره، وحتى لا يجعل الواحد نفسه حبيس دائرة ضيقة.[/font]​

[font=&quot] إننا بحاجة ماسة إلى تعلم أدب الاختلاف، وفي حاجة أكيدة إلى البحث عن القواسم المشتركة والأشياء التي تجمعنا قبل البحث عن الأمور التي يمكن أن نختلف فيها، فما أحوجنا إلى جمع الشمل وإشاعة المحبة ونشر الرحمة والسماحة. [/font]​